وكانت مجموعة مسلحة اقتحمت بعد حلول الظلام، مساء الأربعاء، ساحة الصدرين في المدينة، بأسلحة رشاشة وعصي وسكاكين وآلات حادة، وتصادمت مع المتظاهرين وقتلت وأصابت العديد منهم، فيما أحرقت عدداً من خيامهم، كما لاحقوا المتظاهرين في الأزقة والشوارع القريبة التي تفرقوا نحوها، واختطفوا عدداً منهم.
ووفق مصدر طبي في المحافظة، تحدّث لـ"العربي الجديد"، فإن "مستشفى المدينة تلقى سبعة قتلى من متظاهرين حتى الآن، ونحو 75 مصاباً آخرين، وهم يتلقون العلاج حالياً"، مبيناً أن "أغلب القتلى مصابون بطلقات نارية وآخرون بآلات حادة وسكاكين".
وأشار إلى أن "الحصيلة قابلة للزيادة، وأن عدداً من الإصابات ما زالت خطرة".
ووسط حالة الفوضى المتسارعة في المدينة، علّق رئيس الوزراء المكلف محمد علاوي، على الأحداث، محملاً حكومة عبد المهدي مسؤولية حماية المتظاهرين، وقال في تغريدة له، "ما يجري الآن من أحداث مؤلمة يدفعني للطلب من الأخوة في الحكومة الحالية للقيام بمهامهم المتمثلة بحماية المتظاهرين، وذلك لحين تشكيل حكومة تلبي تطلعات كل العراقيين وتستمد قوتها من الشعب وتنفذ مطالبه المشروعة والحقّة".
Twitter Post
|
وانتقد ناشطون غياب سلطة الدولة وعدم توفيرها الحماية للمتظاهرين، وأكد الناشط المدني فراس السراي، في تغريدة له، أنه "وسط غياب تام للدولة النجف تتحول الى ساحة معركة الآن بسبب مجاميع مسلحة ملثمة أين سلطة القانون يا دولة؟".
Twitter Post
|
وخرجت عدة محافظات بتظاهرات حاشدة عبّرت عن تضامنها مع ساحة تظاهر النجف، إذ وصل المئات من أهالي بغداد الى ساحة التحرير وسط العاصمة، وخرجوا بتظاهرات حاشدة في الساحة، وأعربوا عن تضامنهم مع ساحة تظاهر محافظة النجف، مطالبين الحكومة والجهات المسؤولة أن تتحمل مسؤوليتها في حماية المتظاهرين السلميين.
فيما شهدت ساحة الحبوبي في محافظة ذي قار، تظاهرات مماثلة انضم لها أبناء العشائر، وجابوا بمسيرات حاشدة ساحة التظاهر والشوارع القريبة منها، مرددين شعارات، "كلنا مع النجف"، محملين الحكومة مسؤولية ما يجري من انتهاكات تطاول المتظاهرين السلميين، فيما دعوا المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية إلى التدخل لحماية المتظاهرين.
كما خرج المئات من أهالي كربلاء، بتظاهرات وسط المدينة، ورددوا شعارات وهتافات للتضامن مع متظاهري النجف، معبرين عن غضبهم من عجز الحكومة وأجهزتها الأمنية التي عجزت عن توفير الحماية للمتظاهرين السلميين.
وشهدت محافظات البصرة وميسان وبابل والقادسية، تظاهرات مماثلة ومسيرات جابت شوارعها تضامناً مع متظاهري النجف.