أنا المجنونُ الذي حلق شاربيه وعقله
أنا الذي انتزعتُ العقل من عقلي
هل ثمّة ما يستحق أن أسيرَ عليه أو لأجله
سُترتي المهترئة تقبعُ في زاوية مقهىً رثٍّ للسُّكارى منذ عشرين عاماً
ولا قبعاتٍ في خزانتي الجرباء ذات الدرفةِ الواحدة
أغرقتُ ثلاث ربطاتِ عنقٍ كانت هدايا من عشيقتيّ
في مستنقعٍ يتلوه البعوضُ خلف بيتي
أجمعُ الصنوبر والفراشاتِ والأكفانَ والقباقيب وزجاجاتِ خمرٍ كثيرة تحت سريري.
*
خطوطٌ عرضيةٌ وطوليةٌ ومائلةٌ تتقاطعُ أمامي
تتشابكُ وتسقطُ أو تصيرُ طائرةَ هواء
أعلو وأعلو بلا أجنحة
خيوطٌ كثيرةٌ تندلقُ من بين أصابعي
أحرّكُ قاع البحر كيف ما أريد
.. سأذهب بعيداً بعيداً
سأطلُّ على حدائق السماء وفواكه الرّب.
*
أنا الآن حرٌّ ومُصابٌ بالنّهم
عقلُ هذا العالم هو من عشبِ جنوني
وجنوني من ماءٍ يسيل من جذع الشجر
وبطن الغابة
لن يحصدَ عشبي إلا جنونٌ آخر
لنورّثَ هذا العالم خصوبةً وهذياناً ومعاولَ حمراء وصفراء وزرقاء ونجوماً تغفو وتصحو على رقصة زوربا
وسيزيف الذي لن ينوء بصخرة الشِّعر.
* شاعرة من مصر
اقرأ أيضاً: ستائر الحاجة