تشهد قضية الهجرة إلى بريطانيا جدلاً داخلياً متعاظماً منذ سبعينيات القرن الماضي. وباتت أحد المفاتيح المهمّة في الانتخابات العامة المقررة في مايو/ أيار المقبل. فكلّ حزب يطلّ على المواطن البريطاني، في حملته الانتخابية، بوعود وقوانين جديدة تستهدف المهاجرين في حال فوزه.
من جهته، يشدد رئيس حزب العمّال، إد ميليباند، والمرشّح للفوز برئاسة الوزراء، في برنامجه على أهميّة الهجرة في مستقبل بريطانيا، ويدعو إلى تنظيمها والتحكّم بها، كما يتعهّد القيام بالعديد من الإصلاحات، ومنها منع الإعانات الحكومية عن المهاجر لمدّة سنتين على الأقل، وفرض المزيد من الرقابة على المرافئ والحدود مع توفير ألف موظّف إضافي، والتعامل بصرامة أكبر بخصوص استغلال المهاجرين في أماكن العمل. ويعد ميليباند بنظام هجرة أكثر ذكاءً يشجّع أصحاب الكفاءات.
وكانت الهجرة قد سجلت أعلى مستوياتها خلال فترة حكم حزب المحافظين، إذ دخل البلاد نحو 624 ألف مهاجر بين سبتمبر/ أيلول 2013 والشهر نفسه من عام 2014، فيما غادر البلاد نحو 320 ألف شخص، ليصل العدد الصافي للهجرة إلى 298 ألفاً، وهو الرقم الأعلى منذ عام 2005، حين بلغ صافي عدد المهاجرين 320 ألفاً.
في المقابل، قال رئيس الوزراء البريطاني وزعيم حزب المحافظين، ديفيد كاميرون، إنّ بريطانيا تواجه ضغوطاً صعبة بسبب مستويات الهجرة المرتفعة فيها ولمدّة طويلة. وينعكس هذا على المدارس والمراكز الصحية التي تعاني من الازدحام. وتعهّد في حملته بوعد الحملة السابقة نفسه في تقليص عدد المهاجرين إلى أقلّ من 100 ألف سنوياً.
ويفرض حزب المحافظين شروطاً مختلفة على الهجرة، ومنها عدم تقديم المساعدات الحكومية للمهاجرين، كإعانات السكن وغيرها لمدّة أربع سنوات، أي ضعف المدّة التي تحدّث عنها حزب العمّال. أمّا عن مهاجري الاتحاد الأوروبي، فسيتم تقليص أو إلغاء المساعدات التي تُعطى لأطفالهم وشبابهم منعاً من إرسالها إلى الخارج.
أمّا زعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، نك كليغ، فأعلن أنّه يؤمن بالتأثيرات الإيجابية للهجرة على البلاد شرط تنظيمها بشكل جيد. ودعا إلى الامتناع عن تقديم المساعدات الحكومية للمهاجرين لمدة ستة أشهر.
وكذلك، وعد رئيس حزب الاستقلال البريطاني، نايجل فراج، بتقليص الهجرة من خلال الانفصال عن الاتحاد الأوروبي. ودعا إلى تشكيل لجنة جديدة للبت بأفضل مستوى هجرة، وإنشاء نظام هجرة مماثل للنظام الأسترالي القائم على جمع النقاط، على أن تعطى الأولوية لمواطني دول الكومنولث.