ولكن ما يغفل عنه بعض الآباء والأمهات أن ما يقدمونه لأطفالهم من إجابات لتلك الأسئلة العلمية من شأنه أن يصنع فارقا في حيواتهم ومستقبلهم.
لذا فإن العلم ينبغي أن يلعب دورا هاما في تربية الأطفال، وأن يكون حاضرا في بيوتنا. ولكن كيف نحضر العلم إلى بيوتنا؟ هذا ما سنحاول الإجابة عنه.
"العلم يبدأ في البيت" إحدى المقولات الشائعة في تدريس العلوم، فتعلم العلوم لا يبدأ مع دراسة مادة العلوم في المدرسة، بل يسبق ذلك بكثير.
ذلك لأن الأطفال منذ مولدهم دائما ما يحاولون اكتشاف العالم من حولهم، ومع التقدم في العمر يسعون إلى تفسير ما يحدث بذلك العالم الذي يعيشون فيه، فيطرحون العديد من الأسئلة – والتي قد تبدو مضحكة في الكثير من الأحيان – ويحاولون تجربة بعض الأمور – والتي قد تغضب ذويهم في الكثير من الأحيان – من أجل إشباع شغفهم ورغبتهم الفطرية في المعرفة.
لذا ينبغي على الآباء والأمهات أن يقوموا بمساعدة أبنائهم في رحلتهم الاستكشافية تلك من خلال إحضار العلم إلى البيت ليكون جزءا أساسيا من الحياة اليومية لأطفالهم كعلماء صغار.
1-ساعدوا أطفالكم لكي يروا العلم في كل شيء
علموا أبناءكم أن العلم ليس عبارة عن مجموعة من المعلومات الجافة، بل هو طريقة إدراك العلم من حولنا وفهم الكيفية التي يعمل بها من خلال الملاحظة وطرح الأسئلة وإجراء التجارب لاستنتاج الإجابات.
أخبروهم أن العلم ليس مكانه في المعامل فقط، بل في العالم كله، في الطعام الذي يتناولونه، وفي الأرض التي يعيشون عليها، وفي الألعاب التي يلعبون بها، وفي الأجهزة الإلكترونية التي يتعاملون معها.
2- ناقشوا موضوعات علمية مع أطفالكم
على الرغم مما يبدو، فإن هذا الأمر لا يتطلب أن يكون لدى أولياء الأمور خلفية علمية كبيرة عبر الدراسة أو العمل. تخيروا موضوعات وأفكارا علمية بسيطة وناقشوها مع أولادكم وبناتكم. ساعدوهم في إيجاد إجابات عن أسئلتهم – حتى التي لا تعرفون إجاباتها – عبر البحث معهم. خصصوا وقتا أسبوعيا ثابتا للمناقشة عن موضوع علمي بعينه أو خبر عن اكتشاف علمي جديد أو قراءة كتاب علمي سويا.
3-أجروا تجارب علمية مع أطفالكم.
جربوا أن تقوموا ببعض التجارب العلمية مع أبنائكم، فبقليل من البحث على الإنترنت يمكنكم بسهولة أن تجدوا العديد من التجارب العلمية السهلة والبسيطة التي يمكنكم إجراؤها في المنزل باستخدام أدوات بسيطة في زمن قليل وبتكلفة صغيرة جدا. إن مشاركة الأطفال في تلك التجارب من الأمور الممتعة والمرحة للغاية، والتي من شأنها أن تنمي شغفهم بالعلوم بجانب اكتساب العديد من المهارات الأخرى.
4-زودوا أطفالكم بمختلف الوسائل لتعلم العلوم
ساعدوا أبناءكم على اكتساب العلم في البيت من خلال إتاحة الوسائل المختلفة لذلك؛ كالكتب العلمية المبسطة للأطفال، والألعاب التعليمية العلمية، والأفلام العلمية والوثائقية ذات اللغة السهلة المناسبة لأعمارهم، وتطبيقات وألعاب الهاتف الجوال والأجهزة اللوحية التي تبسط العلوم للصغار، بالإضافة إلى مواقع الإنترنت الموجهة للأطفال - وذلك تحت إشراف الوالدين بشكل كامل. إن وجود تلك الوسائل داخل البيت ستجعل للعلم مكانا حاضرا فيه.
5-استكشفوا العلم مع أطفالكم خارج البيت أيضا
وفروا لأبنائكم فرصا أخرى لاستكشاف العلوم خارج البيت من خلال الزيارات المتكررة للمراكز العلمية والمتاحف وحدائق الحيوان وقاعات الأحياء المائية. شجعوهم على الاشتراك بالأنشطة العلمية المختلفة بالمدرسة كنوادي العلوم ومعارض العلوم والمعسكرات العلمية. أجعلوا من وجود العلم داخل البيت مجرد بداية لأطفالكم لاكتشاف العالم من حولهم والتعرف عليه وفهمه بشكل علمي.
وأخيراً، فإن فكرة إحضار العلم إلى البيت تتجاوز بكثير مجرد استذكار مادة العلوم التي يتم تدريسها في المدرسة مع الأبناء. فإحضار العلم إلى البيت هو أساس ينبغي تربية الأطفال عليه من أجل مساعدتهم على اكتساب المعرفة والمهارات والسلوكيات اللازمة لمواجهة عالمهم المستقبلي، والذي سيعتمد بشكل كلي على العلم. فالعلم لم يعد ترفاً، بل ضرورة حتمية لأطفالنا.