أحلام شاب مصري.. رسائل من خلف القضبان

باتت أحلامهم بسيطة حد البدائية، أن يفرد قدمه في غرفة سجنه الضيقة المكتظة فقط، أو أن ينام على وسادة.. هكذا أصبحت أحلام شاب مصري كان يرجى له أن يصبح أحد مهندسي المستقبل بعد تخرجه من الجامعة الألمانية، لكن السلطات الأمنية في مصر اختارت له مساراً آخر لمستقبل خلف القضبان.

وكتب الطالب المصري في كلية الهندسة بالجامعة الألمانية، عبد الرحمن الجندي، والمحكوم عليه وآخرين بالحبس 15 عاماً، رسالة من داخل زنزانته عبّر فيها عن أحلامه التي انحصرت في "مخدة بدل الشبشب، أسند راسي عليها، وحاجة طرية أنام عليها بدل الأرض، وأفرد رجلي وأنا نايم، أتقلب، أنام وأنا مطمئن إني لن أصحى على صوت بيسب الدين أو إيد بتطرقع على قفايا، أدخل الحمام من غير ما اضطر استنى 25 واحد قدامي".

أحلام عبد الرحمن الذي نقلت رسالة له تصف واقع السجن الأليم، شملت أيضاً "مكان أذاكر فيه وحاجة أعلى من الأرض أسند عليها، وأشوف أهلي أكتر من نصف ساعة كل أسبوعين، وأشرب مياه نظيفة، وأشوف الشمس، وأدخل الامتحانات، وأخد نفس من غير ما افتكر إني مسجون".



اقرأ أيضاً: رسالة طالب يضيع مستقبله خلف القضبان

وكان عبد الرحمن الذي اعتقل وعمره 19 عاماً، كتب في رسالة عقب اعتقاله يقول: "أول ما أُلقي القبض عليّ، كنت أحب مصر، أما الآن، ما زلت أحبها.. لكنها هي التي لا تحبني".

واعتقلت  قوات الأمن المصرية الطالب عبد الرحمن الجندي مع والده، أثناء اشتباكات منطقة رمسيس، بوسط القاهرة، منذ 6 أكتوبر/ تشرين الأول 2013.

اقرأ أيضاً: قبيل تأييد إعدامه.. رسالة "عمر مالك" لثوار الربيع

وكانت الجامعة الألمانية قد أصدرت قراراً بفصل عبد الرحمن من الجامعة في أكتوبر/تشرين الأول 2014. وذلك بعد أن توجّهت أسرته لإدارة الجامعة بطلب حذف العام الدراسي الحالي له، وهو حق من حقوق الطالب، فرفضت الإدارة الطلب وطالبت الأسرة بالحضور لسحب ملف عبد الرحمن من الجامعة.

ولم يكن عبد الرحمن أول المعتقلين من طلاب الجامعة الألمانية، في الأحداث التي تلت 30 يونيو/ حزيران 2013، فقد سبقه أحمد عفيفي، الطالب بكلية شؤون الإدارة، والمحرر بجريدة "إنسايدر" الطلابية.

اقرأ أيضاً: رسالة طالب مصري مسجون لزملائه: أكملوا الطريق