07 نوفمبر 2024
أحوال الشيخ مظهر
ولأن المقام لا يليق أصلاً، ولا يتّسع، فلن أحيل الشيخ مظهر شاهين، من أجل تصريحاته أخيراً، بشأن قطر وغزة وتركيا وإسرائيل، ومن هو العدو ومن هو الصديق، لن أحيله أبداً إلى قصيدة الشاعر أمل دنقل "لا تصالح". ولن أحيله أيضاً إلى شاب أزهري سوري، كان يدرس في الأزهر، استلّ خنجره وطعن الجنرال الفرنسي كليبر، لأن مقام مظهر قد وصل إلى الدرك الأسفل من الكلام. ولكن، سأحيله إلى السيدة الراقصة الجليلة، سما المصري، صاحبة الفساتين المثيرة، وللسيدة سما، بحكم مهنتها التي من رأس سنامها بدلة الرقص، كامل الحق أن تختار بدلة رقص على شكل أسد أو طاووس أو ديك هندي أو شفرة حلاقة، أو حتى على شكل عود نعناع تظهر فيها مفاتنها، وأحياناً تتطرّف والعياذ بالله، وتجعله، وتجعل بدلتها على شكل علم مصر والعياذ بالله والوطن، إلا أن السلطات والقضاة يبتسمون في دوائر القضاء، وتخرج السيدة سما المصري بريئة، بضمان محل الإقامة، وقيل، بضمان العلم نفسه وكرامته، وقال خبثاء "بضمان ما تحت العلم من وطنية وبركة".
وكما أن للسيدة سما الحق في أن تغير سجلها التجاري من راقصةٍ إلى مطربةٍ إلى مالكة قناة فضائيةٍ إلى مرشحة للبرلمان في دائرة الجمالية، ثم تعود إلى التمثيل والإنتاج أيضاً، وتظهر فوق السجادة الحمراء، قائلة إن تامر أمين هو الذي أعطاها الدعوة. وبصرف النظر، سواء أتتها الدعوة من تامر أمين، أو أنتوني كوين، أو الحزب الوطني في بشتيل، فللسيدة سما الحق الكامل في أن تعبر عن كل الغرز والفتحات التي في فساتينها، طالما أن السيدة دخلت إلى دائرة حرية التعبير مبكراً، لدى بلادها وسلطاتها، وعبرت في أغنيةٍ سياسيةٍ عالمية، سخرت فيها من رئيس جمهورية منتخب من 13 مليوناً من الشعب المصري الذي نغني له صبح مساء، وكان برلمانه التشريعي مسمى "مجلس الشعب"، رحم الله عماله وفلاحيه، كما ورد في الأثر، أتتأثر بعد ذلك، كرامة سجادة حمراء كبيرة بدار الأوبرا، وفي مهرجان سينمائي من مشية مناضلةٍ أهانت رئيساً منتخبا مصريا؟
ولذا، للشيخ مظهر الحق أن يرتدي ثوباً أزهرياً في غاية البياض (كالعريس)، وله الحق أيضا أن يلبس البدلة والكرافتة على قنوات ساويرس، وله الحق، في ظهيرة الجمعة، أن يذهب إلى مسجد عمر مكرم بالأزرق أو الأسود، وله الحق أن يكون مذيعاً وخطيباً وسياسياً، وينادي بمد فترة الرئيس إلى ست سنوات، وله الحق أن يخوض في الأحاديث العامة، حينما يطالب أنصار محمد مرسي بعودته إلى الرئاسة، فيرد عليهم فضيلته قائلاً: "عند أم ترتر"، وبما أن الناس لا تعرف أم ترتر، وبعضهم لم ير الترتر أصلاً، فالرجاء من فضيلته أن تكون خطبة الجمعة المقبلة عن أم ترتر، لكي نستفيد من علمه في معرفة بعض الصحابيات اللائي نسيتهن كتب السيرة، وعلها تكون صالحةً من أهل الله، ونسيتها طبقات الصوفية في السير.
أما أهل غزة، يا شيخ مظهر، فدعهم لهمومهم وأحوالهم، فقد هدمت لهم إسرائيل بيوتهم مرتين، إسرائيل التي لم تعد عندك العدو الأول. وبالطبع، كما يقول الدين: "يحشر المرء مع من يحب"، فهل في ذلك شك أيضاً في كتب الدين؟ أتمنى لك إعادة مراجع الصالحة أم ترتر، فلعلك تجد في "مراجعها" من يعزّز دعواك ومحبتك إسرائيل، واعتبارها "العدو الثاني" وليس الأول. أما قطر وتركيا، فأظن أن المساجد التي تملأ البلدين، والمنابر التي تملأ البلدين كثيرة، وهي، كما تعلم، منابر رسول الله، وأنت تقف، كل يوم جمعة، على منبر نبوي، أسوة بنفس الرسول محمد ولد عدنان، فهل كفرت بالمنبر ودعوته يا شيخ، أم غيّرت سجلك التجاري، كما فعلت السيدة الفاضلة سما المصري؟
وكما أن للسيدة سما الحق في أن تغير سجلها التجاري من راقصةٍ إلى مطربةٍ إلى مالكة قناة فضائيةٍ إلى مرشحة للبرلمان في دائرة الجمالية، ثم تعود إلى التمثيل والإنتاج أيضاً، وتظهر فوق السجادة الحمراء، قائلة إن تامر أمين هو الذي أعطاها الدعوة. وبصرف النظر، سواء أتتها الدعوة من تامر أمين، أو أنتوني كوين، أو الحزب الوطني في بشتيل، فللسيدة سما الحق الكامل في أن تعبر عن كل الغرز والفتحات التي في فساتينها، طالما أن السيدة دخلت إلى دائرة حرية التعبير مبكراً، لدى بلادها وسلطاتها، وعبرت في أغنيةٍ سياسيةٍ عالمية، سخرت فيها من رئيس جمهورية منتخب من 13 مليوناً من الشعب المصري الذي نغني له صبح مساء، وكان برلمانه التشريعي مسمى "مجلس الشعب"، رحم الله عماله وفلاحيه، كما ورد في الأثر، أتتأثر بعد ذلك، كرامة سجادة حمراء كبيرة بدار الأوبرا، وفي مهرجان سينمائي من مشية مناضلةٍ أهانت رئيساً منتخبا مصريا؟
ولذا، للشيخ مظهر الحق أن يرتدي ثوباً أزهرياً في غاية البياض (كالعريس)، وله الحق أيضا أن يلبس البدلة والكرافتة على قنوات ساويرس، وله الحق، في ظهيرة الجمعة، أن يذهب إلى مسجد عمر مكرم بالأزرق أو الأسود، وله الحق أن يكون مذيعاً وخطيباً وسياسياً، وينادي بمد فترة الرئيس إلى ست سنوات، وله الحق أن يخوض في الأحاديث العامة، حينما يطالب أنصار محمد مرسي بعودته إلى الرئاسة، فيرد عليهم فضيلته قائلاً: "عند أم ترتر"، وبما أن الناس لا تعرف أم ترتر، وبعضهم لم ير الترتر أصلاً، فالرجاء من فضيلته أن تكون خطبة الجمعة المقبلة عن أم ترتر، لكي نستفيد من علمه في معرفة بعض الصحابيات اللائي نسيتهن كتب السيرة، وعلها تكون صالحةً من أهل الله، ونسيتها طبقات الصوفية في السير.
أما أهل غزة، يا شيخ مظهر، فدعهم لهمومهم وأحوالهم، فقد هدمت لهم إسرائيل بيوتهم مرتين، إسرائيل التي لم تعد عندك العدو الأول. وبالطبع، كما يقول الدين: "يحشر المرء مع من يحب"، فهل في ذلك شك أيضاً في كتب الدين؟ أتمنى لك إعادة مراجع الصالحة أم ترتر، فلعلك تجد في "مراجعها" من يعزّز دعواك ومحبتك إسرائيل، واعتبارها "العدو الثاني" وليس الأول. أما قطر وتركيا، فأظن أن المساجد التي تملأ البلدين، والمنابر التي تملأ البلدين كثيرة، وهي، كما تعلم، منابر رسول الله، وأنت تقف، كل يوم جمعة، على منبر نبوي، أسوة بنفس الرسول محمد ولد عدنان، فهل كفرت بالمنبر ودعوته يا شيخ، أم غيّرت سجلك التجاري، كما فعلت السيدة الفاضلة سما المصري؟