أربع سنوات من الحرب الكلامية الإيرانية ـ البحرينية

12 سبتمبر 2015
حثّت البحرين مواطنيها على إظهار معارضتهم لإيران(محمد الشيخ/فرانس برس)
+ الخط -
لم تكن العلاقة الإيرانية ـ البحرينية بهذه الحّدة، كما هي عليه حالياً في السنوات الأربع الأخيرة، بعد تزايد وتيرة التصريحات الرسمية وغير الرسمية بين البلدين. وقد رصد مركز "البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة" 61 تصريحاً رسمياً لإيران، حول قضايا مملكة البحرين منذ عام 2011 وحتى الآن، و36 تصريحاً مشابهاً حول قضايا مجلس التعاون. كذلك تمّ رصد سبعة تصريحات للمرشد الإيراني علي خامنئي خلال الفترة ذاتها.

وجوبهت تلك التصريحات تارة بالتجاهل، وتارة بالردود الرسمية من البحرين، وصولاً إلى "دبلوماسية موقع تويتر"، والذي شكّل وزير خارجية البحرين، خالد بن أحمد آل خليفة، رأس حربة فيه. وقد أدلى الوزير البحريني بسلسلة تغريدات، منها تلك التي تناولتها وكالة أنباء البحرين، وجاء فيها: أن "على المسؤولين الإيرانيين أن يلزموا الصمت، لأن مملكة البحرين تحترم شعبها، ولا تضع رجال الدين قيد الإقامة الجبرية وتحرمهم من التعبير، كما هو الحال في إيران، وإن استهداف الأمن هو الخط الأحمر".

وفي 18 يوليو/تموز الماضي، هنّأ آل خليفة في تغريدة له، الشعب الإيراني بعيد الفطر، ووصفه بـ "المظلوم"، وتمنّى له "أوضاعاً أفضل". وذكر في التغريدة أيضاً: "نصيحة للي يخطئ على البحرين، العين بالعين، والسن بالسن، والبادئ أظلم. احترموا نفسكم نحترمكم". وأضاف في تغريدة أخرى: "أنصح خامنئي بأن يكفّ شرّه عن العرب في بلدانهم، وأن ينتبه لنفسه من نقمة شعبه عليه، وأذكره بأن الكذب هو من آيات المنافقين".

وجاء ذلك رداً على خطاب خامنئي بصلاة عيد الفطر في طهران، عقب التوقيع على الاتفاق النووي الإيراني، والذي جاء فيه: "سواء تمت الموافقة على الاتفاق النووي أم لا، لن نكف مطلقاً عن دعم أصدقائنا في المنطقة وشعوب فلسطين واليمن وسورية والعراق والبحرين ولبنان".

اقرأ أيضاً: نحن وإيران والمنظور الطائفي للصراع

كذلك ردّ وزير الداخلية البحريني راشد بن عبد الله آل خليفة أخيراً، على ما سماه "المحاولات الإيرانية لإثارة النزعة الطائفية في البحرين، من خلال تكرار حديثه عن شيعة البحرين"، وذلك في لقاء له في 23 أغسطس/آب الماضي. وقال "أما بالنسبة للتدخلات الإيرانية في شؤوننا الداخلية، فإذا كان السبب المزعوم من وراء ذلك هو الحرص على أوضاع شيعة البحرين فهذا عذر طائفي غير مقبول، فالمواطنون في البحرين لم يفرّق بينهم الدستور ولا القوانين، ولا يوجد لدينا مواطنون من الدرجة الثانية. وشيعة البحرين لا يحسون بأنهم شيعة من الدرجة الثانية إلا عندما يكونون في إيران، خصوصاً من هم من أصول عربية، وأما الشيعة الذين هم من أصول إيرانية فقد اكتسبوا الجنسية البحرينية، وبذلك انقطعت صلتهم السيادية بإيران. وإذا كانت إيران تقصد من تدخلها خلق عمق شيعي من حولها، فإنها في الواقع أوجدت لها محيطاً غير مستقر، وهذا أمر لا يخدم استقرارها".

وسبق لوزير الداخلية أن دعا في تصريح له في 23 يوليو/تموز، إلى "التأكيد على رفض التدخلات الإيرانية بشأن الأمن البحريني، من خلال حراك شعبي"، وإثر ذلك خصصت الصحف المحلية مساحات واسعة لاستعراض تلك الإدانات التي رفعها مختلف أطياف المملكة.

بدوره أكد المحلل السياسي البحريني عبد الله الجنيد أنه "من الصعوبة بمكان، ربط تلك التطورات في العلاقات الثنائية بالملف النووي الإيراني، إذ إن الجميع يعلم مسبقاً أن ذلك المشروع ليس وليد الثورة الإيرانية، وإنما أطلقه شاه إيران بعد حرب 1973 وأزمة النفط التي مرّت بها بلاده".

ولفت في حديثٍ لـ"العربي الجديد" إلى أن "موقف البحرين من الاتفاق النووي الإيراني مماثل لبقية دول الخليج، والذي يقضي بحق إيران في امتلاك برنامج مدني سلمي ولا يمكن السماح ببرنامج نووي عسكري إيراني". وربط الجنيد التصعيد الأمني الذي تنتهجه إيران في البحرين والكويت خصوصاً بالفشل الذي حققه المشروع العسكري المباشر لها في كل من اليمن وسورية، والفشل السياسي من خلال الحراك المدني في العراق، والذي أظهر مغادرة حيّز الطائفة إلى الحيز الوطني، وذلك ما تسبب في نوع من الإرباك وردّ فعل للدولة الإيرانية.

اقرأ أيضاً: مقتل رجل أمن وإصابة مدنيين بتفجير في البحرين