جدد عشرات الأردنيين، خلال مسيرة خرجت عقب صلاة الجمعة من المسجد الحسيني (وسط العاصمة)، مطالبتهم بإسقاط معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية (وادي عربة)، التي مرت، يوم الأربعاء الماضي، الذكرى الثانية والعشرون على توقيعها، وسط مطالبات بإسقاطها.
وهتف المشاركون في المسيرة التي دعت إليها فعاليات شعبية وسياسية وناشطون في حركة المقاطعة "وادي عربة مش سلام.. وادي عربة استسلام"، ورددوا "الرابية (مقر السفارة الإسرائيلية) بدها تحرير من السفارة والسفير.. من السفارة والخنزير".
وانتقد مشاركون ضعف الاستجابة في المسيرة واصفين العدد الذي لم يتجاوز مائتي مشاركاً بـ"المخجل"، فيما رأوه آخرون تثبيتاً للموقف الشعبي الرافض للمعاهدة في ظل التضييق ومحاولات منع المسيرة.
وسبق تنفيذ المسيرة دعوات من محافظ العاصمة عمّان، سعد شهاب، لعدم تنفيذها أو تأجيلها وذلك لتزامنها في المكان والزمان مع سباق ماراثون، وهي الدعوات التي رفضها منظمو المسيرة.
وتأتي المسيرة في وقت تتواصل فيه الفعاليات الرافضة لاتفاقية استيراد الغاز من إسرائيل التي وقعتها رسمياً في 26 سبتمبر/أيلول الماضي، شركة الكهرباء الوطنية المملوكة بالكامل للحكومة الأردنية مع شركة "نوبيل إنيرجي" المشغلة لحقل ليفاتيان للغاز الطبيعي قبالة السواحل الفلسطينية.
وقال نائب الأمين العام لحزب "جبهة العمل الإسلامي"، الذراع السياسي لجماعة "الإخوان المسلمين"، علي أبو السكر، إنّ "المسيرة رسالة واضحة لرفض جذور العلاقة مع العدو الصهيوني والمتمثلة بمعاهدة وادي عربة، وبالتالي رفض لكل ما تبعها وتفرع عنها من اتفاقيات وعلى رأسها اتفاقية الغاز التي فرضت على الشعب الأردني"، منتقداً "محاولات إفشال المسيرة من خلال المنع والوعيد والتهديد".
من جهته، أعاد نقيب الأطباء السابق، أحمد العرموطي، التذكير بأنّ "الصراع مع الصهاينة صراع وجود لا صراع حدود. والقضية الفلسطينية مركزية للأمة العربية، وللشعب الأردني، من أجل دماء شهدائنا من الجيش الأردني والشعب الأردني، ولكرامة الأقصى والمقدسات، وأمن واستقرار الأردن نجدد رفضنا المطلق لمعاهدة وادي عربة وكل ما ترتب عليها من اتفاقيات".
ووقعت معاهدة السلام الأردنية - الإسرائيلية في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1994، ومنذ المعاهدة تنشط في الأردن مطالبات بإسقاطها.