أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن المنطقة الآمنة التي تنوي تركيا إقامتها في سورية لا علاقة لها بالأكراد، مشيراً إلى أن أصحاب هذه المنطقة هم بالأصل من العرب والتركمان.
وكذّب أردوغان في مقابلة أجرتها معه قناة سي إن إن الأميركية، بأن يكون تشكيل المنطقة الآمنة، هو محاولة لمنع لضرب الأكراد ومنعهم من تشكيل مناطقهم الخاصة، مشيراً إلى أن حزب الاتحاد الديمقراطي (الجناح السوري للعمال الكردستاني) يحاول احتلال المناطق الشمالية من سورية لإيجاد منفذ له على البحر المتوسط.
وقال إن "المناطق التي نتحدث عنها، والتي ستتشكل فيها المنطقة الآمنة، لا علاقة لها بالأكراد، إن هذه المناطق بكاملها عائدة للعرب وللتركمان".
اقرأ أيضاً: أردوغان: الدول الأوروبية حوّلت البحر المتوسط إلى مقبرة للمهاجرين
وشدد أردوغان على أن التهديد الأكبر الذي تواجهه تركيا هو حزب العمال الكردستاني، وليس تنظيم داعش، عازياً ذلك إلى كون التهديد الذي يشكله داعش تهديداً خارجياً، على عكس الكردستاني.
وانتقد أردوغان في السياق ذاته، الدول الغربية لأنها تخلت عن تركيا في هذا الصراع وتركتها تواجه تلك التنظيمات بمفردها.
وأضاف أردوغان أنه "بالرغم من تصنيف الاتحاد الأوروبي للكردستاني ضمن قوائم المنظمات الإرهابية، إلا أن دول الاتحاد تواصل استقبالها لعناصر المنظمة ضمن أراضيها"، وتابع "أقولها بكل صراحة، ولم تكتف بذلك، بل سمحت لقيادات الكردستاني بالمشاركة في تظاهرات على أراضيها".
وفي ما يخص المأساة التي يعيشها اللاجئون السوريون في طريق هجرتهم إلى الدول الأوروبية، تطرق أردوغان إلى صورة الطفل السوري الغريق عيلان كردي الذي هز الرأي العام العالمي بصورة جثته الملقاة على سواحل مدينة بودروم التركية، متهماً كافة الدول الغربية بضلوعها في مأساة اللاجئين.
وأشار الرئيس التركي إلى أن بلاده استقبلت نحو مليوني لاجئ من سورية والعراق ضمن حدودها، مؤكداً تقاعس بعض الدول الغربية مثل اليونان، وإيطاليا، وإسبانيا، وفرنسا، وهنغاريا، والتي وعدت الحكومة التركية باستقبال اللاجئين، من دون أن تقوم بأي أفعال ملموسة في هذا المجال.
اقرأ أيضاً: والد عيلان أفشل خطط الإبراشي:لم ينصفني إلا أردوغان
ولفت أردوغان إلى أن السبب الرئيس في المأساة التي يعيشها اللاجئون السوريون والعراقيون، هو بقاء العالم ساكناً تجاه ما يحدث في تلك الدول، لافتاً إلى عدم رغبة الغرب في القيام بأي عمليات في سورية، على الرغم من كون رأس النظام هناك ظالماً كبيراً. إلا أنهم دعموه على الدوام، ولم يفكروا في السبل التي من شأنها أن تسقطه.
وتابع الرئيس التركي أن بلاده أجرت العديد من المباحثات مع داعمي النظام السوري كروسيا وإيران، معرباً عن أسفه لمساعي هاتين الدول إلى تقديم الدعم اللامتناهي عسكرياً كان أم مادياً للحفاظ على الأسد في رأس النظام، إضافة إلى جهودهما في بحث سبل القضاء على قوات المعارضة السورية.