قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الأربعاء، إن جماعة فتح الله غولن تقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد ليل يوم الجمعة الماضي.
وقال أرودغان، في حوار مع فضائية "الجزيرة": "تلقيت الخبر الأول عن محاولة الانقلاب الفاشلة من صهري"، وهو وزير النفط والطاقة والموارد، بيرات البيراق.
وأضاف: "لم أصدق في البداية، لكن التطورات أثبتت صحة الخبر، ثم تحدثت مع مستشار المخابرات الوطني وبدأنا ببلورة الوضع، ومباشرة انتقلنا من مرمرز إلى ضلمان ثم إلى إسطنبول".
وذكر أنه "واجهنا لحظات صعبة وتحليق طائرات إف 16 ونشر الرعب في نفوس الشعب".
وتابع أردوغان "بعد 12 ساعة تمكنّا من جعل الوضع تحت السيطرة، وقد استفدنا من تجاربنا السابقة، وبناءً على ذلك جاء تصريح من قائد الجيش الأول وكذلك من المدعي العام ورجال القانون كانت داعمة لنا".
ولفت الرئيس التركي إلى أنه "لا يعرف عدد المتورطين. هم أقلية تنتمي إلى منظمة غولن الإرهابية، لكن كانت هناك سيطرة من قبل الأقلية على الأكثرية، ونحن تحركنا وسيطرنا على الوضع".
وفي سياق حديثه، أكد أردوغان أن "هناك خطأ، يجب أن نعترف، في عمل المخابرات التركية، وهذا يحدث في كل دول العالم، لكن الأهم هو الموارد البشرية، وليس التكنولوجيا".
وبيّن أن "ما تم هو التصدي للانقلاب، وليس القضاء عليه، من المحتمل أن تكون هناك مخططات أخرى لجماعة غولن، لكن مهما كانت هناك مخططات وقوف الشعب مع الدولة سيفشلها".
وحول المعتقلين على خلفية المحاولة الانقلابية، قال أردوغان: "هؤلاء الموقوفون سوف يصرحون بأسماء جديدة، نحن دولة القانون، والقضاء يقوم بعمله".
وبخصوص التصريحات الفرنسية المنتقدة للاعتقالات، قال الرئيس التركي: "هل يمكن غض الطرف عما قامت به فرنسا من تدابير بعد الأعمال الإرهابية؟ الم تقم باعتقالات جماعية وإعلان حالات طوارى، من أجل سلامة البلد؟ إذا كانت فرنسا تريد دروسا بالديمقراطية، نحن نعطيها دروسا".
وتساءل: "هل محاولة الانقلاب جريمة، إنها كذلك، ولذا الدولة معنية بإلقاء القبض على المنفذين وتسلميهم للقضاء".
وأشار إلى أن بلاده "تقدم أدلة إلى أميركا حول تورط غولن، والجهات العدلية هناك ستتخذ القرار بهذا الموضوع"، موضحاً: "نحن حلفاء استراتيجيون. أعتقد أنه في هذه المرحلة أميركا ستتخذ الخطوات اللازمة".
وحوال اعتقال الطيارين المسؤولين عن إسقاط الطائرة الروسية، قال: "لا نعلم إذا كان إسقاط الطائرة الروسية مرتبط بالمحاولة الانقلابية، قد يكون هناك ارتباط بين الطيارين وجماعة غولن".
وتعليقاً على تصريحات وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، حول عضوية تركيا بالناتو وتعرضها لنوع من الشك أو الخطر إذا ما واصلت سياساتها كردة فعل على الانقلاب، بيّن أن "أمين الحلف قال لي نحن بجانبكم وندعمكم في طريقة تعزيز الديمقراطية".
وفي ما يتعلق بعقوبة الإعدام، اعتبر أن "الشعب يطالب بالإعدام، القرار يكون في مجلس الشعب. البرلمان إذا اتخذ قرارا بهذا الأمر، أنا سأوافق حتماً".
وانتقد أردوغان ردود الفعل المصرية والسورية المرحبة بمحاولة الانقلاب، موضحاً أن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي هو انقلابي مثل الانقلابيين عندنا، لأنه قام بالانقلاب على الرئيس المنتخب محمد مرسي باستخدام السلاح. هل يمكن أن نحترم هذا التصرف، حيث قام السيسي بقتل آلاف الناس. هذا الرجل لا صلة له بالديمقراطية".
وعن الرئيس السوري بشار الأسد، أكد أنه "قاتل، قتل 600 ألف شخص ومستمر بجريمته، سورية تتشوق إلى الديمقراطية وتنتظر الوقت حين تحل إرادة الشعب وكذلك مصر، لكن بدون أسلحة".
وتابع: "في تركيا أنا منتخب من قبل 52 بالمائة من الشعب، وهناك جماعة انقلابية تريد الانقلاب عليّ".
ورداً عن سؤال حول تورط دول خارجية بمحاولة الانقلاب، لفت إلى أن "هناك عقلا فوقيا مدبرا فوق منظمة غولن، سيتم الكشف عن ذلك عبر التحقيقات".