قبيل اللقاء المرتقب اليوم الثلاثاء، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ونظيره الروسي فلاديمر بوتين، في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية، اعتبر أردوغان، أنّ "روسيا الاتحادية هي أهم لاعب في عملية السلام في سورية، وأنه ينبغي حل هذه المسألة من خلال إقدام تركيا وروسيا على خطوات معاً في هذا الصدد".
وفي مقابلة مع وكالة "تاس" للأنباء وقناة "روسيا 24"، نقلتها "الأناضول" وصف أردوغان زيارته اليوم إلى روسيا، بأنها ستكون "ميلادا جديدا" للعلاقات بين البلدين، مضيفاً "هذه الصفحة الجديدة تشمل مجالات سياسية وعسكرية واقتصادية وتجارية وثقافية، بالإضافة إلى أمور يمكن للاعبين إقليميين مهمين القيام بها".
وعن معاقبة قاتل الطيار الروسي، الذي قتل في سورية بعد إسقاط طائرته، أوضح أردوغان أن المتهم بقتل الطيار الروسي في الداخل السوري، موجود الآن في السجن، مؤكداً استمرار عملية محاكمته.
من جهةٍ أخرى، أشار أردوغان إلى اتصال بوتين به عقب محاولة الانقلاب الفاشلة مباشرة، لتقديم الدعم، وقال "في اليوم التالي من محاولة الانقلاب اتصل بي بوتين ليعلن أنه ضد الانقلاب، وأنه يقف إلى جانبنا في مواجهة الانقلاب".
كما نفى إبلاغ روسيا للجانب التركي مسبقاً، بأن منظمة "غولن" تريد تنفيذ انقلاب في تركيا، وقال "أنا أول من يجب أن يعلم ذلك، لكنني لم أتلق أي معلومات، لا من جهاز الاستخبارات، ولا من أية جهة أخرى".
وفيما يتعلق بالإجراءات الذي ستتخذها تركيا في حال رفضت الولايات المتحدة تسليم فتح الله غولن، أجاب "من الخطأ تقييم ذلك من خلال الفرضيات، وعملية إعادة غولن تتواصل، كنت أخبرت الرئيس الأميركي بارك أوباما في وقت سابق، بطلب الإعادة وبأننا سلمناهم كل الإرهابيين الذين طلبوهم منا، والآن نحن نريد غولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ 1999".
وتعليقاً على حل الأزمة في سورية، أجاب "يتعيّن عليّ القول بوضوح إن الاتحاد الروسي هو العنصر الأول والأهم في مسألة جلب السلام إلى سورية، وأعتقد أن على تركيا وروسيا العمل معاً لحل هذه المسألة".
وبيّن أردوغان أنه أخبر بوتين في وقت سابق، أنه "إذا استدعى الأمر فيمكن مشاركة إيران، وقطر، والمملكة العربية السعودية، وأميركا، من أجل توسيع دائرة المشاركة بعملية إيجاد حل للأزمة السورية".
وأشار إلى أن تركيا لها حدود مع سورية بطول 950 كلم، وأنه بطبيعة الحال لا يليق الوقوف خلف نظام قاتل يستخدم إرهاب دولة(في إشارة إلى نظام الأسد)، مؤكداً ضرورة ترك الحرية للشعب السوري باختيار الأشخاص الذين سيحكمونه.
كما لفت إلى أن محادثات جنيف، وما ركزت عليه المعارضة، هو إيجاد حل للأزمة بدون الرئيس السوري بشار الأسد، مبيّناً أنه "بإمكان إيران أن تشارك في هذا المسألة أيضاً، ليقوموا جميعاً وبأقرب فرصة، بوقف القتل وسفك الدماء".
وبشأن الحرب على تنظيم "داعش"، شدد أردوغان على ضرورة تجفيف مصادر تمويل التنظيم الإرهابي، مبيناً أن ذلك ضروري جداً لمنع التنظيم من تثبيت أقدامه.
وذكر أن التحريات التي أجرتها بلاده حول مصادر تمويل التنظيم، أظهرت أن النظام السوري هو إحدى الجهات التي يبيع "داعش" النفط لها.
وشدد أيضاً على ضرورة إجراء بحث عن مصادر الأسلحة التي يحصل عليها التنظيم، معتبراً أن بعض الجهات تقول إنها عدوة لـ"داعش"، ولكنها تقدم السلاح كمساعدات لتنظيمات إرهابية، وجزء من تلك الأسلحة ذهب إلى "داعش".