وبعد أن استفاد حزب "الشعب" الليبرالي، الذي يرأسه رئيس الوزراء الهولندي الحالي، من التوتر التركي بحصوله على نتائج غير متوقعة في الانتخابات، متقدماً على رئيس حزب "الحرية"، الذي يتزعمه المتطرف العنصري خيرت فيلدرز، أكدت وزيرة الدفاع الهولندية، جانين هينيس بلاسخيرت، أن أمستردام ترغب في تخفيف التوتر مع تركيا.
بدوره، قال أردوغان في خطاب متوجهاً إلى رئيس الوزراء الهولندي، "روته، ربما حل حزبك في المرتبة الأولى في الانتخابات، ولكن عليك أن تعرف أنك خسرت صداقة تركيا".
كذلك، أعرب وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، خلال تعليقه على نتائج الانتخابات الهولندية، عن قلقه من أن تكون القارة الأوروبية "مكاناً لحرب مقدسة جديدة"، على أثر ارتفاع حظوظ اليمين القومي، وفي ظل تراجع الأحزاب اليسارية، رغم دخول بعضها في مزايدات واضحة مع اليمين القومي.
وقال جاووش أوغلو إن "الانتخابات انتهت في هولندا، وعندما ننظر إلى العديد من الأحزاب نرى بأنه لا يوجد أي فرق بين الاشتراكيين الديمقراطيين والفاشيين (فيلدرز). جميعهم يحملون العقلية ذاتها، إلى أين أنتم ذاهبون؟ إلى أين تأخذون أوروبا؟ لقد بدأتم بتدمير أوروبا، إنكم تسحبونها نحو الهاوية. إن الحروب المقدسة ستبدأ قريباً في أوروبا".
من جهةٍ أخرى، دانت الخارجية التركية الحملة التي تقودها صحيفة "بليك" الناطقة بالألمانية، سواء في سويسرا أو ألمانيا، ضد التعديلات الدستورية التركية، التي يتبناها حزبا "العدالة والتنمية" الحاكم و"الحركة القومية" (يميني متطرف)، حيث دانت، على لسان المتحدث باسمها، حسين مفتي أوغلو، ما اعتبرته "إساءات ضد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان".
وشدد مفتي أوغلو، اليوم الخميس، على أن الخبر الذي نشرته الجريدة "ضرب بالأخلاق الصحافية عرض الحائط"، وأنه "نتاج عقلية تغذيها العنصرية وكراهية الأجانب".
وأكد أن "نشر الصحيفة الألمانية، في نسختها بتاريخ 15 مارس/آذار الحالي، خبرًا يستهدف رئيس جمهوريتنا ويسيء إليه، يعكس العقلية الحاقدة القابعة وراءه، ويبعث على التأمل"، مشدداً على أن "الوسائل الإعلامية في أوروبا دخلت، في الآونة الأخيرة، سباقًا في ما بينها من أجل تلفيق أخبار لا أساس لها من الصحة لتشويه صورة تركيا ورئيسها، بدلاً من نشر الأخبار المحايدة والصحيحة".
في غضون ذلك، نقلت تركيا قضية ممارسات هولندا تجاه وزيرة الأسرة، فاطمة بتول صايان قايا، إلى الأمم المتحدة، من خلال مذكرة احتجاج، مؤكدة أن "المعاملة الفظة التي تعرضت لها الوزيرة تمثل انتهاكاً لمعاهدة فيينا للعلاقات الدبلوماسية".
يذكر أن الحكومة الهولندية سحبت تصريح هبوط طائرة وزير الخارجية التركي، مولود جاووش أوغلو، على أراضيها، ورفضت دخول وزيرة الأسرة والشؤون الاجتماعية إلى مقر قنصلية بلادها في روتردام، لعقد لقاءات مع الجالية ودبلوماسيين أتراك، ثم أبعدتها إلى ألمانيا في وقت لاحق.
وردت أنقرة على أمستردام بشدة، إذ طلبت من السفير الهولندي، الذي يقضي إجازة خارجية، ألا يعود إلى مهامه حتى إشعار آخر.