وفي رده على دعوات المسؤولين الأميركيين لأنقرة بوقف ضربات المدفعية ضد الاتحاد الديمقراطي، قال أردوغان: "يقولون لنا أوقفوا القصف المدفعي، وأنا أقول لهم، نعتذر منكم، نحن لا نفكر بإيقاف ذلك"، مضيفا: "إن من يرمي علينا قذيفة هاون أو رصاصة سيتلقى أضعافها. نحن نطبّق قواعد الاشتباك الدولية. إن السلاح الذي تم استخدامه في جنوب وشرق الأناضول من قبل الكردستاني مصدره سورية"، في إشارة إلى المعارك التي خاضها الحزب ضد قوات الأمن التركية في عدد من بلدات ومدن جنوب شرق تركيا.
وأبدى أردوغان عدم رضاه عن تصريحات الخارجية الأميركية، يوم أمس، رغم التغيير الواضح في الموقف من الاتحاد الديمقراطي، بعد دعوة الخارجية الأميركية الاتحاد الديمقراطي للانسحاب من محيط اعزاز ومطار منغ العسكري، مؤكدة بأن أداء الأخير يقوّض أرضية التعاون المشتركة معه، إذ قال أردوغان: "انظروا ماذا يقول المتحدث باسم الخارجية الأميركية، إذ يؤكد استمرار دعم الاتحاد الديمقراطي ولكن أداءه سيصعّب استمرار التعاون معه، انظروا إلى هذا الكلام، إن هذه المقاربة معاقة من جذورها".
وحمّل أردوغان واشنطن مسؤولية المجازر التي يرتكبها الطيران الروسي في حلب، بسبب رفضها للمشروع التركي السابق بإقامة منطقة حظر للطيران، قائلا: "يا أميركا، لقد رفضتم مشروع منطقة حظر الطيران، ولكن انظروا ماذا يحصل، تقوم الطائرات الروسية برمي قذائفها، ويموت الآلاف من البشر المظلومين الأبرياء".
وأشار أردوغان إلى العلاقة العضوية التي تربط الاتحاد الديمقراطي بالعمال الكردستاني، مشددا على أن تركيا لن تسمح للكردستاني بنقل مقراته من قنديل، والتي دمّرها أخيرا سلاح الجو التركي، إلى سورية، وتحويل مناطق سيطرة جناحه إلى مركز لانطلاق هجماته ضد أنقرة، قائلا: "إن ما تفعله تركيا هو دفاع عن النفس، وإن كل خطوة نتخذها هي خطوة مشروعة، ومن لا يتفهّم ذلك ولا يحترمه سيدفع الثمن غاليا"، مضيفا: "لن نسمح أبدا بأن تتحوّل حدودنا الجنوبية إلى قنديل أخرى".
ورد أردوغان على الدعوات التي صدرت من عدد من القادة الأوروبيين لتركيا لفتح حدودها وإدخال النازحين السوريين العالقين، قائلا: "لا مشكلة لدينا بفتح حدودنا لإدخال أشقائنا السوريين، ولكننا لن نمنع من سيحاول منهم أن يجرّب حظه ويتجه إلى أوروبا"، مضيفا: "مهما حاولت الدول الغربية أن تتصرف بشكل ظالم ودون ضمير مع اللاجئين، لن تتمكن من وقف تدفقهم، ما دامت القضية السورية بدون حلول".