غادر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الكويت، مساء الثلاثاء، بعد زيارة رسمية للبلاد، التقى خلالها أمير البلاد، الشيخ صباح الأحمد الصباح، ووقع خلالها الطرفان عدداً من الاتفاقيات الاقتصادية.
ويعد لقاء أردوغان بأمير الكويت هو الرابع خلال عامين، في وقت تتنامى فيه العلاقات الكويتية – التركية بشكل مطرد.
وتباحث الطرفان خلال القمة عدة مواضيع سياسية في المقام الأول، ومواضيع اقتصادية، إذ تنسق الكويت مواقفها بصورة كبيرة مع الجانب التركي في ما يخص الملف السوري، ودعم التحالف الدولي لاستعادة مدينة الرقة، ومواجهة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
كما وقع البلدان عدداً من الاتفاقيات الاقتصادية، أبرزها مشاركة الرئيس التركي في مراسم وضع حجر أساس التوسعة الجديدة لمطار الكويت الدولي، والذي حصلت على امتيازات بنائه شركة "ليماك" التركية في عقد بلغت قيمته أكثر من أربعة مليارات دولار، ليكون أكبر عقد تفوز به شركة تركية خارج بلادها.
ويرى مراقبون أن ترتيبات مشاركة الكويت في الملف السوري بالتنسيق مع تركيا، تكتسب أبعاداً كبيرة غير ظاهرة للعيان. كما وقعت الكويت وتركيا مجموعة من الاتفاقيات العسكرية قد تنتهي بوجود تركي عسكري في الكويت، هو الثاني لها في الخليج العربي بعد قطر، خصوصاً أن الكويت افتتحت لأول مرة، مطلع هذا العام، مقراً تنسيقياً لحلف الناتو لديها، كما وافق برلمانها على مشروع قانون يقضي بالسماح لقوات الناتو بعبور البلاد للقيام بعمليات عسكرية في العراق وأفغانستان.
وتلعب الكويت مؤخرا دوراً كبيراً في تقريب وجهات النظر المختلفة بين بعض بلدان مجلس التعاون الخليجي وتركيا، في ما يخص الملفين المصري والسوري، إضافة إلى ملف اتفاقية تحرير التجارة بين الخليج وتركيا، والتي تم استئناف مفاوضاتها في أكتوبر/تشرين الأول الماضي في العاصمة السعودية الرياض.
وقال مصدر دبلوماسي رفيع المستوى لـ"العربي الجديد" إن "الكويت ستلعب دوراً مهماً أيضاً في تقريب وجهات النظر بين تركيا ومصر، حيث أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي غادر البلاد قبل وصول أردوغان بيوم واحد، طلب من القيادة السياسية الكويتية فتح قناة اتصال خلفية مع النظام التركي، للتعاون في مجالات الحرب على الإرهاب وفي مجالات اقتصادية أخرى".
وقال الكاتب والباحث فهد الشليمي، لـ"العربي الجديد"، إن "الدور الذي تضطلع فيه الكويت في المنطقة هذه الأيام كبير، إذ إنها رفضت الزج بنفسها في الصراعات السياسية القائمة لكنها وفي نفس الوقت لم تمارس العزلة السلبية، بل تسعى لإنهاء هذه النزاعات وتقريب وجهات النظر بين الأشقاء".
وأضاف أنه "في المسألة التركية الخليجية مثلاً حدثت هناك بعض التجاوزات من الطرفين، لكن بفضل وساطات الحكومة الكويتية وبعض الحكومات الأخرى فإن الأمور بدأت تعود لمجاريها، وأردوغان انتبه إلى نقطة معينة، وهي أن الخليج هو السوق البديلة للاتحاد الأوروبي الذي لا تبشر أموره بخير، بعد تنامي اليمين المتطرف الداعي إلى تفكيكه في فرنسا وألمانيا، لذلك فإن زياراته المتكررة للخليج تركز على الجانب الاقتصادي أولاً ثم السياسي والعسكري ثانياً".