وجّه الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، انتقادات شديدة للأوروبيين والغرب عموماً، على مواقفهم من الإجراءات التي اتخذت، أخيراً، بحق نواب حزب "الشعوب الديمقراطي"، الجناح السياسي لـ"العمال الكردستاني"، بعد رفضهم الإدلاء بإفادتهم أمام القضاء التركي. كما انتقد استقبال الرئاسة الألمانية رئيسَ التحرير السابق لصحيفة "جمهورييت التركية" المعارضة، جان دوندار.
وبينما شدد على أهمية العلاقات التركية مع دول الاتحاد الأوروبي، انتقد أردوغان، في كلمة له بالمؤتمر الاقتصادي الذي نظمته إحدى أكبر تجمعات رجال الأعمال التركية (مويساد)، الغرب لفتحه الأبواب أمام نواب الشعوب الديمقراطي الذين فروا إلى أوروبا واستقبال الرئاسة الألمانية للصحافي دوندار.
وأشار الرئيس التركي إلى أنّه "بينما كان القضاء التركي يقوم بعمله، فر قسم منهم (نواب الشعوب الديمقراطي ودوندار) إلى الغرب، وأوروبا. مَن يفتح الأبواب أمام الإرهابيين الفارين؟ إنّ نظرتم فستجدون بأن من يفتح الأبواب هم الرؤساء ورؤساء الوزراء والوزراء، والسؤال هو، إن قامت تركيا بفتح أبوابها للإرهابيين الغربيين بنفس الطريقة التي يتبعونها كيف سيكون موقفهم".
وفي ردّه على تصريحات وزير الخارجية الألمانية، فرانك فالتر شتانماير، حول أنّ ألمانيا ستستمر بفتح أبوابها لجميع اللاجئين السياسيين الذين يتوجهون إليها، اعتبر أردوغان أنّه "ما دام أحدهم يقول نحن جاهزون لفتح أذرعنا لأي لاجئ سياسي يأتي إلينا، نحن أيضاً نقول تعالوا وقوموا بأعمال خيّرة".
وأضاف "عوضاً عن استقبالكم للإرهابيين تحت اسم اللاجئين السياسيين، قوموا بفتح أذرعكم للسوريين الذين لا يزالون يعانون من الظلم على مدار ست سنوات، ولأولئك الأفارقة البريئين".
وردّ أردوغان على تصريحات وزير خارجية لوكسمبورغ، يان أسيلبورن، والتي شبّه فيها الوضع التركي بعد الإجراءات الأخيرة التي تم اتخاذها بحق أنصار حركة "الخدمة"، المتهمة بإدارة المحاولة الانقلابية منتصف يوليو/تموز الماضي، والتي تم اتخاذها بالعهد النازي، مهدداً بتطبيق عقوبات اقتصادية بحق تركيا.
وقال الرئيس التركي "دون أي خجل، وبينما يتجاهلون أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، قاموا ليشبهونا بالنازيين، إنّ الذهنية النازية غير موجودة في الشرق. بل إنها ظهرت في الغرب وفتحت الطريق أمام الكوارث، إن ارتكاب المجازر الجماعية لم يكن فكراً نتج من الشرق، بل إنه نبع من الغرب".
وأضاف "يدعون إلى إعادة النظر في المفاوضات التركية للانضمام للاتحاد الأوروبي، وأنا أقول لهم لقد تأخرتم كثيراً في هذا الأمر، يجب أن تقوموا مباشرة به، ولكن لا تكتفوا بإعادة النظر، بل قوموا باتخاذ قرار نهائي".
ووجّه أردوغان انتقادت للأوروبيين، متهماً إيّاهم بازدواجية المعايير في ما يخص التعامل مع "التنظيمات الإرهابية"، وبالذات "العمال الكردستاني"، قائلاً "من جهة تعلنون أن حزب العمال الكردستاني تنظيم إرهابي، ومن جهة أخرى، تفتحون أبواب البرلمان الأوروبي أمام قيادات ومنتسبي الكردستاني، أي مقاربة معاقة هذه! هل يمكننا أنّ نقول نعم لهذه المقاربة؟ إنّ هذا هو النفاق بحد ذاته، كونوا صادقين".