أزمات وكوارث إعلاميّة في مصر

25 ديسمبر 2014
تم التضييق على الصحافيين باسم محاربة الإرهاب (GETTY)
+ الخط -
شهد العام جملة من الأزمات و"الكوارث" الصحافية في مصر، نمت عشوائياً. وتسبّب عدد من الصحافيين المصريين بأزمات دبلوماسيّة بسبب تصريحاتهم الصحافيّة.

ونشرت جريدة "الأهرام" المصرية، في أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، تقريراً بعنوان "كاتب أميركي: السيسي رجل دولة يحظى بالاحترام والتقدير"، عن مضمون مقال للكاتب بجريدة نيويورك تايمز الأميركية، ديفيد كيركباتريك، بعنوان "المصريون ينعمون بالاستقرار.. والسيسي حصن ضد الفوضى"، دون أن تشير إلى أن المقال جاء نقلاً عن وكالة أنباء الشرق الأوسط ـ وكالة الأنباء الرسمية في مصر ـ إلا أن مراسل جريدة نيويورك تايمز في مصر، خرج ليؤكد أن جريدة الأهرام "حرّفت" مقاله، بتشويه مضمون تقريره لخدمة سياسات بعينها، لصالح الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي. 

بيان رؤساء التحرير 

وشهد واقع الإعلام أيضاً بيان رؤساء تحرير الصحف المصرية، بشأن محاربة الإرهاب، والذي تقرر فيه "التوقف عن نشر البيانات الصادرة التي تدعم الإرهاب وتدعو إلى تقويض مؤسسات الدولة بشكل مباشر أو غير مباشر، والتعامل بموضوعية ودون مبالغة مع أخبار المظاهرات التخريبية لجماعة الإخوان داخل الجامعات وخارجها، ووضع آلية للتنسيق المشترك بين الصحف كافة لمواجهة المخططات الإرهابية والسعي إلى اتخاذ الإجراءات لمواجهة هذه المخططات التي من شأنها منع تسلل العناصر الداعمة للإرهاب إلى الصحافة ومواجهة الثقافة المعادية للثوابت الوطنية". وأحدث البيان موجة جدل واسعة، ورفضه أكثر من 500 صحافي مصري. 

قطع البث عمّن يعارض 

في أكتوبر، أوقف برنامج "آخر النهار" على فضائية النهار، لمقدمه محمود سعد، بعدما تطرقت ضيفته لحرب الأيام الستة لعام 1967، يوم وقوع هجمات سيناء، وهو الأمر الذي اعتُبر إهانة للجيش المصري، ما أدى ليس فقط إلى تعويض مقدم البرنامج بشكل مؤقت، ولكن أيضاً إلى إحداث تغييرات في هيكلة برامج القناة ككل. 
وعلى صعيد آخر، أوقف البث الحي المباشر للبرنامج الحواري "العاشرة مساءً"، الذي يقدمه وائل الابراشي على قناة "دريم 2"، عندما كان يُظهر تقريراً عن وفاة طفل في إحدى مدارس محافظة مطروح، في ما اعتبرته القناة "مشاكل تقنيّة".

 
أزمة غرفة صناعة الصحف الخاصة

كان عدد من ممثلي المساهمين في عدد من الصحف المصرية الخاصة، ورؤساء التحرير، قد اجتمعوا في الأسبوع الأول من نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بمقر جريدة "اليوم السابع"، لبحث تأسيس ما أطلقوا عليه "غرفة صناعة الصحف الخاصة" والبدء باتخاذ الإجراءات القانونية، لإضافة الغرفة لاتحاد الصناعات المصرية، باعتبار أن الصحافة تعد من الصناعات الوطنية المهمة التي تشكل رصيداً حيوياً للاقتصاد الوطني، بحسب ما جاء في البيان التأسيسي.

وقال البيان: "إن الغرفة تهدف إلى التنسيق بين المؤسسات الصحافية الخاصة في كل ما يتعلق بصناعة الصحافة وتطويرها والارتقاء بهذه الصناعة على مستوى الطباعة والتوزيع والإعلانات وتشجيع الاستثمار في هذا القطاع الحيوي، وتمثيل الصحف الخاصة في الهيئات والجهات التي تعنى بالصحافة والإعلام وتوسيع الحوار المجتمعي حول البيئة التشريعية المنظمة لصناعة الصحافة".

ووقع على الوثيقة رؤساء تحرير كل من الصحف المصرية، "اليوم السابع والوطن والمصري اليوم والأسبوع والبوابة والصباح والمال"، وانضمت لهم مؤخراً صحيفتا "الشروق" و"الخميس".

إلا أن تلك الوثيقة أحدثت حالة من الجدل والاستنكار، ما دفع نقابة الصحافيين المصرية، لإصدار بيان معارض تماماً لها، من حيث الشكل والمضمون. وهي الخطوة التي اعتبرها صحافيون "الأولى من نوعها التي تتصدى للهجمة الشرسة على الجماعة الصحافية، على الرغم من تأخرها".

 
مرتضى منصور.. صانع الأزمات

في مطلع نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، قررت نقابة الصحافيين المصرية، "منع نشر اسم وصورة رئيس نادي الزمالك، مرتضى منصور، في الصحف المصرية لأجل غير مسمى، بالإضافة إلى مقاطعة كل المؤتمرات الصحافية التي يعقدها رئيس نادي الزمالك وكذلك البرامج التلفزيونية أو الإذاعية التي يتواجد فيها واعتبارها معادية للصحافيين المصريين"، على خلفية ما طال الصحافيين الرياضيين في مصر، من تطاول وصل لحد "البذاءة" من قبل منصور.
 
كذلك أعلنت النقابة، بناءً على قرار رابطة النقاد الرياضيين في الصحف المصرية، تقديم بلاغ رسمي للنائب العام المصري يوقع عليه كل الزملاء الصحافيين الرياضيين مرفقة به أسطوانة مدمجة بكل الإهانات والسباب الذي تعرض له الصحافيون من رئيس الزمالك، ومخاطبة اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري وغرفة صناعة الإعلام وإطلاعهم على القرارات والمطالبة بتفعيلها.