لليوم الثالث على التوالي، تعيش بلدة الطارمية، شمالي بغداد، حالة من الارتباك بسبب عمليات الاعتقال والتفتيش من قبل القوات الأمنية والفصائل المسلحة، على خلفية مقتل قائد عسكري بارز في البلدة.
وعلى الرغم من وصول رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي إليها ومحاولته طمأنة الأهالي، إلا أن مسؤولين أكدوا أن لا ثقة بالوعود الحكومية، مع استمرار وجود المليشيات في البلدة.
رئيس مجلس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة @MAKadhimi يجري جولة في شوارع قضاء الطارمية . pic.twitter.com/tVTQ0QFAJz
— المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) July 20, 2020
وعقد الكاظمي اجتماعا بالقيادات الأمنية في البلدة، مؤكدا أنه "لن نسمح بوجود فتنة في الطارمية أو في أي منطقة بالعراق، وأن قواتنا تعمل جاهدة لحماية الأهالي".
وأشار إلى أن "هناك محاولات لإحياء الطائفية مجددا، وسنتصدى لهذا الأمر".
القائد العام للقوات المسلحة @MAKadhimi يعقد اجتماعا بالقيادات الامنية في قضاء الطارمية .
— المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) July 20, 2020
أما مستشار الأمن الوطني قاسم الأعرجي فقد قال في تغريدة له، عقب زيارة أجراها صباح اليوم للطارمية: "خابت أحلام الطائفيين، فالطائفية في بلدي أصبحت من الماضي".
أيها الطائفيون خابت احلامكم فالطائفية في بلدي اصبحت من الماضي . #الطارمية.تحارب .الارهاب
— قاسم الاعرجي (@qassimalaraji) July 20, 2020
إلى ذلك، قال مسؤول محلي في البلدة إن "الوضع مرتبك للغاية، وإن عمليات الدهم والتفتيش وإغلاق منافذ البلدة مستمرة"، مؤكدا، لـ"العربي الجديد"، أن "زيارة الكاظمي محاولة لتبديد المخاوف لدى الأهالي من عمليات، بدا بعضها ذا طابع انتقامي، نفذتها مليشيات مسلحة في الطارمية، خاصة بالقرى المحيطة بها، إذ سجلت عمليات اعتقال واعتداء بالضرب على الأهالي وشتمهم من قبل تلك المليشيات".
وأضاف أن "الأهالي لا يثقون بالوعود الحكومية، بقدر ما يحتاجون إلى قرار بإخراج الفصائل المسلحة منها وإبعادها خارج حدودها"، مشيرا إلى أن "وجود تلك الفصائل هو مصدر قلق لدى الأهالي".
وأكد مركز توثيق جرائم الحرب بالعراق، وهو مركز مدني يتابع الانتهاكات في البلاد، في بيان له، أن "أوضاع بلدة الطارمية تؤشر إلى وجود عمليات انتقامية وعقاب جماعي للمدنيين، وأن القوّات الأمنيّة والجيش، ترافقها بعض المليشيات، نفذت حملة مداهمات للمنازل السكنية، مع استمرار إغلاق المدينة من جميع المنافذ".
وأكد أن "امرأة توفيت يوم أمس، وأراد أهلها نقلها إلى مستشفى الطب العدلي، لكن لم يسمح لهم بالعبور، وبقيت الجثّة من الليل حتى الصباح"، كما أكد الأهالي أن "الوضع مُزر للغاية، ولا يمكن القبول به".
من جهته، أكد وزير الدفاع الأسبق سعدون الدليمي أنه "تصاعدت حدة النبرة الطائفية بعد حادثة الطارمية"، مؤكدا، في تغريدة له، أن "من الحكمة ألا ندع الإرهاب يكسب مرتين، المرة الأولى بقتل قائد بارز، والمرة الأخرى بالتصعيد الطائفي الذي من خلاله يتسلل الإرهاب".
تصاعدت حدة النبره الطائفية بعد استشهاد عم ر علي غيدان امر ل 65 رحمه الله على يد الارهابيين في الطارمية.
— سعدون الدليمي (@SaadonAldlimi) July 20, 2020
حقًا أنها خسارة للجيش والوطن.
وحسبنا ان الارهاب لا دين له ولا طائفة، ومن الحكمة ان لا ندعه يكسب مرتين.
مرة بقتل قائد بارز
ومرة اخرى بالتصعيد الطائفي الذي من خلاله يتسلل الارهاب pic.twitter.com/DjkugWy9V9
الباحث في الشأن العراقي مجاهد الطائي دعا الحكومة إلى التعامل بحذر مع ملف الطارمية.
وقال مجاهد، في تغريدة له، إن "زيارة الكاظمي للطارمية هي خطوة مهمة لقطع الطريق أمام المساعي الطائفية المشبوهة لإحياء الفوضى وعوامل الإرهاب، فمن الضروري أن تتعامل الدولة بعقلانية وحزم مع دعوات منظومات اللادولة المشبوهة، التي تريد تحويل القضاء إلى معقل لإرهاب المليشيات المسكوت عنه".
زيارة #الكاظمي ومستشار الأمن الوطني إلى #الطارمية خطوة مهمة لقطع الطريق أمام المساعي الطائفية المشبوهة لإحياء الفوضى وعوامل الإرهاب، فمن الضروري أن تتعامل الدولة بعقلانية وحزم مع دعوات منظومات اللادولة المشبوهة التي تريد تحويل القضاء إلى معقل لإرهاب الميليشيات المسكوت عنه.
— مجاهد الطائي (@mujahed_altaee) July 20, 2020
وكانت وزارة الدفاع العراقية قد أعلنت، الجمعة، مقتل آمر اللواء 59 بالجيش، العميد الركن علي غيدان، بهجوم قناص استهدف سيارته العسكرية في المنطقة.
وتوفي جنديان أمس السبت في المستشفى، متأثرين بإصابتهما في الهجوم ذاته.