يضطر المواطن الفلسطيني، أحمد دبابش، من حيّ الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة، إلى تعبئة خزانات المياه في منزله، بالمياه المحلاة، التي تباع عبر محطات التحلية، بعد أنّ أثرت أزمة الكهرباء على وصول المياه إلى المنازل.
ويسابق دبابش الزمن فور وصول التيار الكهربائي لمنزله كي يقوم بتعبئة خزانات المياه في
المنزل، عله ينجح بالحصول على جزء بسيط من المياه، في ظل استمرار أزمة التيار الكهربائي، التي تعصف بالقطاع منذ سنوات، وزادت حدتها مؤخراً.
ويقول دبابش لـ "العربي الجديد"، إنّ أزمة التيار الكهربائي ووصول المياه لمنازل الغزيين أصبحت متلازمة، فلا يوجد أي تنسيق بين شركتي الكهرباء والبلديات لترتيب الأمر مع جدول توزيع التيار الكهربائي لأهالي القطاع.
ويشير إلى أنّ وصول المياه إلى المنازل عادة ما يكون في ساعات انقطاع التيار الكهربائي، ومع وصول التيار الكهربائي للمناطق السكنية بغزة ينقطع وصول المياه، وكأنّ الأمر أشبه بعلاقة عكسية.
ويلفت دبابش إلى أنّ الكثير من أهالي القطاع، وهو منهم، باتوا يضطرون لتعبئة خزانات المياه في منازلهم بالمياه المحلاة، التي تباع عبر شركات التحلية، في ظل عدم تمكنهم بسبب أزمة الكهرباء من تعبئتها بالمياه العادية.
ولا يختلف حال الغزية نورة محمود، التي تقطن مخيم الشاطئ للاجئين غربي مدينة غزة كثيراً عن حال دبابش، فالمخيم، وفق نورة، يعاني من عدم انتظام وصول المياه إلى المنازل بشكل يومي، واقتصاره على ثلاثة أيام أسبوعياً فقط ما يسبب أزمة كبيرة للسكان.
وتشير نورة في حديثها لـ "العربي الجديد"، إلى أن المياه المحلاة ليست حلاً مجدياً وهي أعلى كلفة، في ظل رفض بعض أصحاب محطات التعبئة في بعض الأحيان تعبئة كميات كبيرة".
وتفاقمت أزمة الكهرباء في غزة منذ انتهاء المنحة القطرية الخاصة بتزويد محطة توليد التيار الكهربائي الوحيدة بغزة بالوقود اللازم لتشغيلها، ويعتمد جدول توزيع الكهرباء على المناطق في هذه الأيام جدولاً يوصلها 4-5 ساعات، مقابل 12 ساعة قطع وأكثر.
ويقول مدير عام رئاسة بلدية غزة، حاتم الشيخ خليل، لـ "العربي الجديد"، إن أزمة الكهرباء
تلعب دوراً كبيراً في عدم وصول المياه إلى منازل الغزيين.
ويؤكد خليل، أن بلدية غزة، كبرى بلديات القطاع، أنشأت خلال العام المنصرم 37 بئر مياه محلية للمناطق للتغلب على إشكالية وصول التيار الكهربائي، ولحصول المواطنين بغزة على المياه في ذات المواعيد التي يجري بها وصول التيار الكهربائي للمنطقة.
كانت حكومة التوافق الوطني، تحدثت عن قرار مرتقب برفع ضريبة البلو عن الوقود المخصص لمحطة تشغيل الكهرباء الوحيدة بغزة، وهي الضريبة التي تحد من قدرة شركة الكهرباء على شراء الوقود اللازم لتشغيل المحطة، وإذا اتخذ القرار عملياً يوم الثلاثاء المقبل في جلسة الحكومة، فإن جدول توزيع الكهرباء سيصبح ثماني ساعات وصل، ومثلها قطع.
اقرأ أيضاً:
إسرائيل تقتطع نفقات الكهرباء من الضرائب الفلسطينية المحتجزة