تشهد مناطق الإدارة الذاتية، شمال شرق سورية، التي تقع تحت سيطرة قوات "قسد"، أزمة خبز غير مسبوقة وخاصة في محافظة الحسكة، بالتزامن مع نقص كميات الطحين وارتفاع الأسعار، إذ تعاني معظم أفران المنطقة من ازدحام شديد مع شكاوى من الأهالي من نوعية الخبز المنتج مقارنة بسعره المرتفع.
وبين مصدر مطّلع لـ"العربي الجديد"، أن الأفران في مدينة القامشلي تشهد حالة ازدحام غير مسبوقة هذه الأيام، ويعزو أصحاب الأفران الخاصة الأزمة لنقص كميات الطحين، وهذه المشاكل بدأت بالتفاقم بعد رفع الإدارة الذاتية الدعم عن مادة الطحين. وأضاف المصدر، الذي رفض ذكر اسمه، أن سعر ربطة الخبز حاليا يراوح بين 1000 و1200 ليرة سورية (0.43 - 0.52 دولار)، وأصحاب الأفران الخاصة علقوا عملهم في الوقت الحالي بسبب ارتفاع أسعار الطحين.
وأكد المصدر أن الإدارة الذاتية وعدت بالعمل على حل الأزمة خلال الخمسة عشر يوما المقبلة.
وكانت وكالة سانا التابعة للنظام السوري قد نقلت عن مدير فرع مؤسسة الحبوب في الحسكة، أن قوات سورية الديمقراطية (قسد) تعرقل وصول الطحين وشاحنات المؤسسة إلى مخبز البعث، الذي يعتبر المخبز الرئيسي في مدينة الحسكة، متهمة قسد بالوقوف وراء أزمة الخبز الحالية في المدينة.
وحسب سانا، تبلغ مخصصات المخبز 18 طناً يومياً، ومع تشغيل خط الإنتاج الثالث مطلع الشهر الجاري، تمت زيادة المخصصات لتصل إلى 21 طناً يومياً.
وقال المواطن المقيم في مدينة القامشلي عوض أبو الخير، لـ"العربي الجديد"، إنه مع كل الواقع الصعب الذي يعيشه المواطن في المدينة تضاف أزمة الخبز إلى معاناته.
وتابع: إن توفر الخبز يكون بجودة منخفضة جدا، قائلا: "نعاني الويلات بسبب غلاء الأسعار ونحن اليوم نحارب برغيف الخبز، فالعائلة في المدينة بحاجة لأربعة أو خمسة آلاف ليرة سورية كحد أدنى للمعيشة، من أين يمكن لنا تأمينها؟".
وأشار أبو الخير إلى أن أسعار الدجاج أيضا بارتفاع مستمر، ويبلغ سعر الكيلوغرام في الوقت الحالي 3100 ليرة سورية (1.34 دولار)، وأصبح شراء الدجاج من الترف.
وصرح الرئيس المشترك لهيئة الزراعة والاقتصاد، سلمان بارودو، أول من أمس، بأن الإدارة الذاتية أوقفت حالياً تقديم الطحين للأفران السياحية حتى يتم الاجتماع مع أصحابها وتقديم دراسة بهذا الخصوص. وأوضح أنه يتم العمل على مشروع لدعم وصيانة الأفران الآلية (العامة) لتحسين جودة الخبز وبيعه بسعر مدعم، متوقعا انتهاء الأزمة خلال 15 يوما.