أزمة مالية تهدد قناة "الكتاب" بغزة

22 ديسمبر 2014
شعار الصفحة على "فيسبوك"
+ الخط -

صفحة على موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي، كانت كفيلة بإعلان أنّ خللاً بات يهدد موظفي قناة "الكتاب" الفضائية التي تبث من قطاع غزة. الصفحة أنشأها عدد من الموظفين تدعو إلى إنقاذ قوت أطفالهم نتيجة الأزمة المالية التي تمر بها القناة.

وقال موظفون في مشاركاتهم عبر صفحة "أنقذوا فضائية الكتاب قبل الانهيار": "نناشد أصحاب الضمائر الحية والجمهور الواسع الذي بذلنا كل جهد من أجله خلال الأربع سنوات الماضية أن يقف إلى جانبنا أمام القرارات التي طالت قوت أبنائنا وأطفالنا، والتي كان آخرها الطلب من الزملاء التوقيع على إقرار بخصم 40% من قيمة راتبهم الشهري".

وأوضح المشاركون في الصفحة أن أكثر من مائة أسرة تقتات من هذه الرواتب وتهدد تلك القرارات أمنهم الوظيفي، وقالوا في مشاركاتهم: "قوت أطفالنا في خطر لالتزام أغلب موظفي القناة بمعاملات بنكية وإيجار بيوت، بعد ما منحوا الأمان الوظيفي خلال الفترة السابقة".

وأشار أحد موظفي قناة "الكتاب"، فضل عدم الكشف عن اسمه، إلى أنّ القناة تواجه عجزاً كبيراً يمكن أن يؤدي إلى توقفها عن العمل، والإشارة الأولى على ذلك هي خصم نسبة من رواتب الموظفين، ما دفع عددا منهم إلى تقديم الاستقالة بعد رفضهم التوقيع على تعهد الخصم.

وقال لـ"العربي الجديد" إنّ عدداً من الزملاء "غرقوا في الديون والقروض، لأنهم كانوا يعتمدون على راتبهم الشهري في السداد، والخصم أدخلهم في إشكالية كبيرة، لذلك يجب أن يقف الكل أمام مسؤولياتهم، فنحن فتحنا بيوتاً، وأصبح لدينا عائلات لا يمكننا تركهم جياعا".

ووزعت إدارة القناة إقراراً وتعهداً على موظفيها، كتب فيه "أقر أنا الموقع أدناه، وأعمل في وظيفة لدى قناة الكتاب الفضائية بقبولي راتباً شهرياً قيمته 60 بالمائة من إجمالي الراتب الذي أتقاضاه حالياً في القناة، وذلك وفقاً لقرار مجلس الإدارة بسبب الضائقة المالية التي تمر بها القناة، مع تأكيد حرصي التام على الالتزام بالعمل والأداء بما يساهم في الحفاظ على القناة ومسيرتها الناجحة، مع العلم أن سريان القرار يبدأ من 1/1/2015، مع المحافظة على المستحقات السابقة للقرار وفق القانون".

واعترض على القرار عدد من الموظفين الذين امتنعوا عن التوقيع، وقدموا استقالتهم، وقال أحدهم عبر صفحته على "فيسبوك": "يؤسفني أن أتقدم باستقالتي من عملي بعد أربع سنوات ونصف من الخدمة والعمل بكل إخلاص في قناة "الكتاب"، لأسباب تعلمون بعضها ولا تعلمون أكثرها، كان لي عظيم الشرف أن أكون ممن شهد وشارك في تأسيس هذا المكان".

من جانبه، قال المفوض العام للقناة التي أطلقتها الجامعة الإسلامية في غزة، الدكتور سعيد النمروطي، إنّ قناة الكتاب الفضائية تمر بأزمة مالية طارئة بفعل الحصار الإسرائيلي والأوضاع الاقتصادية السيئة التي يمر بها القطاع، إضافة إلى الظروف الإقليمية وتبدل الأولويات.

وأشار النمروطي في حديث لـ"العربي الجديد" إلى أنّ الوضع الاقتصادي سيئ في فلسطين عموماً، وأن الحصار طال كل نواحي الحياة. مبيناً أن الأزمة وضعت القناة أمام عدة خيارات قاسية، كان أخفها تخفيض نسبة من رواتب الموظفين إلى حين انتهاء الأزمة.

وأوضح النمروطي أن مجلس إدارة القناة الجديد ما زال بصدد ترتيب الأمور فيما يتعلق برواتب الموظفين، مبيناً في الوقت ذاته احترام حقهم في الاعتراض، وقال: "للموظفين الحق في الشكوى والقتال من أجل حقوقهم حتى آخر لحظة، ولكن عليهم المحافظة على أدائهم الوظيفي حتى تستطيع الفضائية تجاوز الأزمة".

ونفى النمروطي الأنباء التي تتحدث عن تقديم بعض الموظفين استقالتهم، وقال: "لم نطلب من أحد أن يستقيل أو يغادر القناة، ولم يقدم أي موظف في الفضائية استقالته، كما لم يصلني إلى المكتب أي طلب للاستقالة؛ سواء بشكل رسمي أو غير رسمي".

وبيّن أن "الفضائية ما زالت متمسكة بموظفيها وكوادرها التي ارتقت بهم وأصبحت من القنوات الهامة، وأنها ستستمر في طريقها الذي شقّته لنفسها من أجل إيصال رسالتها، وتحافظ على وجهها المستقل... الأزمة عابرة، والفضائية ستستمر".

دلالات
المساهمون