أعلنت حكومة إقليم كردستان العراق اليوم، الأحد، أن أسباباً اقتصادية، وأخرى تتعلق بأعمال انتقامية تقوم بها مليشيات "الحشد الشعبي" في مناطق دخلتها بعد إنهاء سيطرة تنظيم داعش عليها، تحول دون عودة كثير من الأسر النازحة إلى مناطقها الأصلية، نافية صلة قوات البشمركة بعدم عودة النازحين.
وذكر بيان حكومة الإقليم، نقلا عن رئيس لجنة المتابعة والرد على التقارير الدولية الخاصة بإقليم كردستان، ديندار الزيباري، في تصريح، إن لجنته، بهدف الاطلاع على حقيقة ما تثيره التقارير الدولية حول المناطق المحررة من "داعش"، وأسباب عدم عودة أهاليها إليها، زارت المناطق المحررة حديثا في محافظتي ديالى، وكركوك، وفي أقضية مخمور والزمار، ومخيمات النازحين من الموصل للوقوف عن قرب على وضع العوائل هناك، ورفعت تقاريرها بخصوص الأوضاع إلى المنظمات الدولية المعنية.
وعن موانع عودة النازحين من المناطق المحررة إلى مناطقهم الأصلية، واتهام بعض التقارير الدولية قوات البشمركة الكردية بعرقلة عودتهم، قال الزيباري إن "قسماً من النازحين لا يريدون العودة إلى مناطقهم حتى بعد تحريرها وتقديم تسهيلات العودة لهم، بسبب التدمير الذي طاولها، ولعدم وجود أي فرص للعمل في مناطقهم، أي أن السبب الذي يمنعهم من العودة هو اقتصادي".
وأضاف أن "حالات أخرى تتعلق بوجود موانع داخل القرى نفسها، إذ يمنع قسم من القرويين عودة بعض الأسر النازحة إلى قراهم لأن أفرادا منها كانوا على صلة بتنظيم داعش أثناء سيطرته، حتى النازحون في تلك الحالات يخشون العودة خوفاً من عمليات انتقامية".
وأوضح أن "من الأمثلة على ذلك ما حصل في قرية تدعى سيداوه، حيث اعتدت مليشيات الحشد على أهاليها"، مشيراً إلى أن مثل تلك الأعمال الانتقامية التي لا علاقة لقوات البشمركة بها، تمنع عودة الكثير من النازحين إلى مناطقهم.
وكانت لقطات فيديو مصورة لانتهاكات تقوم بها عناصر في مليشيا الحشد الشعبي في مناطق حررتها ضمن محافظة نينوى، أثارت ردود فعل غاضبة على الصعيدين الداخلي والخارجي. كما ازدادت الاتهامات الموجهة إلى مليشيات الحشد بتنفيذها عمليات انتقامية ضد المدنيين.
وأصدرت منظمات حقوقية دولية تقارير حملت انتقادات حادة لقوات البشمركة بمنع عودة الأهالي العرب إلى قراهم التي طرد منها "داعش" والقريبة من إقليم كردستان، وتدمير منازل في مناطق مختلفة. وهي تهم تنفيها سلطات الإقليم وتؤكد أن "العمليات القتالية بالدرجة الأولى، والتدمير المتعمد من قبل مسلحي داعش، وبعض العمليات الانتقامية هي السبب وراء تدمير منازل المدنيين في المناطق المحررة".