ودعت الكرة العراقية اليوم الجمعة، المدرب الراحل ناظم شاكر، أحد أبرز أساطير منتخب "أسود الرافدين"، بعدما عانى كثيراً من مضاعفات فيروس كورونا، الذي أثر على قلبه بشكل كبير، حيث فارق الحياة في أحد مشافي مدينة أربيل في إقليم كردستان.
ولد شاكر في 13 إبريل/نيسان عام 1958، بالعاصمة العراقية بغداد، وبدأ مسيرته الكروية في عالم "الساحرة المستديرة" بأحد الفرق الشعبية بمنطقة الدورة، لكنه في عام 1975 بات أحد أعضاء التشكيلة الأساسية لنادي العمال.
وفي عام 1977 انتقل شاكر إلى نادي الطيران (القوة الجوية حالياً)، الذي استمر معه حتى عام 1988، لكنه وجد نفسه مُجبراً على الاعتذار بسبب الإصابة القوية التي ادعى وجودها، بسبب خلافه الشهير مع نجل الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، عدي.
ولعب الراحل مع منتخب شباب العراق في عام 1978، الذي كان البوابة الأساسية من أجل أن يكون ضمن تشكيلة "أسود الرافدين" في عام 1979، واستمر فيها حتى استطاع خوض مونديال المكسيك في عام 1986.
وبعد اعتزاله عالم "الساحرة المستديرة"، توجه الراحل إلى التدريب، حيث أشرف على الجهاز الفني لنادي السلام في عام 1992، وتنقل بعدها بين العديد من الفرق، مثل الكرخ وأربيل ودهوك والنفط وبيرس والقوة الجوية والمصافي وآرارات والميناء.
ولم تقتصر مهنة تدريب شاكر على المستوى المحلي فقط، بل أشرف أيضاً على عدد من الأندية الإماراتية والأردنية لأكثر من 7 أعوام، لكنه في عام 2005 تم ضمه إلى الكادر التدريبي للمنتخب الأولمبي العراقي في عام 2005.
وأشرف الراحل على تدريب منتخب العراق الأول لكرة القدم في عام 2010، لكنه قدم استقالته في 12 يناير/كانون الثاني عام 2011، بعد خسارة "أسود الرافدين" أمام منتخب إيران في بطولة غرب آسيا.
وعاش الراحل ناظم شاكر العديد من المحطات الناجحة في مسيرته، لكنه كشف عن أسراره خلال أحد البرامج المحلية في العراق، بقوله "تم استدعائي لنادي الرشيد، وواجهت ابن الرئيس الراحل، عدي حسين، بعدما ادعيت الإصابة، لكنه أصر على نقلي لأحد المستشفيات من أجل الإشراف على حالتي".
وأضاف "لم أرغب باللعب في نادي الرشيد نهائياً، لأنني أحد أبناء فريق القوة الجوية، وأرسل لي عدي صدام حسين أحدهم من أجل أن أحضر للاجتماع معه، وتأخرت عن الحضور قليلاً، ليقوم بعدها بالاتصال بأحدهم في مستشفى ابن سينا، من أجل أن يقوم الأطباء بفحصي، بعدما قمت بالادعاء بالإصابة، وطلبت منهم أن يقوموا بالتغطية علي، وبالفعل حصل الأمر، لكن عقب أسبوعين فقط تم إرسال دعوة لحضور التدريبات في منتخب العراق، وكنت في أحدها".
وعرف عن الراحل حُبه الكبير لمنتخب العراق، ومشاركته بالكثير من البرامج التلفزيونية، وعلى رأسها برنامج "المجلس"، على شبكة قنوات "الكأس" القطرية، من أجل تحليل أداء منتخب "أسود الرافدين" في البطولات الخليجية أو الآسيوية، كما اشتهر بنصائحه الكبيرة لنجوم بلاده، حتى يصلوا إلى بطولة كأس العالم التي ستقام في قطر عام 2022، لأول مرة في تاريخ المنطقة العربية.