لا يزال الذهب يحطم أرقاماً قياسية، وتكاد غالبية البنوك الكبرى تتوافق على أن سعر الأوقية سيتجاوز 2000 دولار هذا العام، إلا أن التفاوت في التقديرات يبدأ في تحديد القيمة التي ستضاف فوق الألفي دولار... فما هي آخر التوقعات التي تم رصدها؟
عملياً وصل سعر الذهب في المعاملات الفورية الأربعاء إلى 1968 دولارا للأوقية، ويكون بذلك تخطى السعر القياسي الذي سجله في أيلول/سبتمبر 2011 عند 1921 دولاراً. والزيادة هنا ليست بسيطة، فهي تصل إلى 47 دولاراً. فيما نزل في التعاملات الصباحية الخميس، ليسجل 1957.17 دولارا للأوقية.
وبدأ الذهب يستعد للارتفاع في منتصف العام 2019، عندما أشار مجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى استعداده لخفض أسعار الفائدة الأميركية حين ألقى عدم اليقين بسبب الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين بظلاله على توقعات الأسعار. ازدادت وتيرة الارتفاع في أوائل عام 2020 مع زيادة التوترات التجارية والسياسية الدولية وانتشار الفيروس التاجي، ليتوجه الذهب إلى أكبر مكاسب سنوية منذ تسع سنوات.
وشهد سعر الذهب ارتفاعاً في سعره وصل إلى 27 في المائة منذ بداية العام 2020 حتى اليوم. إلا أن جي بي مورغان يتوقع أن الذهب سيبدأ في فقدان بريقه في وقت لاحق من هذا العام. أما غولدمان ساكس وسيتي غروب فيستبعدان الانحدار، فيما يتوقع بنك أوف أميركا ارتفاع سعر المعدن الأصفر إلى 3000 دولار للأونصة.
غولدمان ساكس: 2300 دولار
وفي تفاصيل التوقعات، رفع غولدمان ساكس الثلاثاء توقعاته لسعر الذهب على مدى 12 شهرا إلى 2300 دولار للأوقية، وقال غولدمان إن هذا الارتفاع مدفوع باحتمالات التضخم بسبب سياسات المركزي الأميركي، وسط توترات سياسية واقتصادية دولية، وتزايد الإصابات بفيروس كورونا.
وشرح غولدمان ساكس "الذهب هو عملة الملاذ الأخير، خاصة في بيئة مثل البيئة الحالية حيث تقوم الحكومات بتخفيض عملاتها وتدفع أسعار الفائدة الحقيقية إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق". مثيراً "مخاوف حقيقية حول مدى استمرارية الدولار كعملة للاحتياطيات".
جي بي مورغان: انخفاض وشيك
من جهة أخرى، قال محللون في جيه بي مورغان في تقرير الاثنين إنه "من المرجح أن يشهد الذهب ارتفاعاً أخيرًا قبل أن تتحول الأسعار إلى انخفاض في نهاية العام"، وقد أصبح البنك الآن محايدا بشأن الذهب وأضاف أن السعر الحالي قد يكون قريبا من الذروة.
من المرجح أن يشهد الذهب ارتفاعاً أخيرًا قبل أن تتحول الأسعار إلى انخفاض في نهاية العام
واعتبر جيه بي مورغان أن السيناريو الذي تذهب فيه العوائد الحقيقية للولايات المتحدة بشكل أعمق بكثير إلى المنطقة السلبية يبدو غير محتمل، في حين أن التضخم سيبقى على الأرجح أقل بكثير من هدف الاحتياطي الفيدرالي البالغ 2 في المائة مع بقاء سوق العمل الأميركي في ركود كبير حتى عام 2021.
بنك أوف أميركا: 3000 دولار
لكن بنك أوف أميركا يحمل وجهة مختلفة، مع تمسكه بتوقعاته بوصول الأونصة إلى 3000 دولار على مدار الـ 18 شهرا القادمة.
وعزز رئيس قسم بحوث السلع والمشتقات في البنك، فرانسيسكو بلانش، هذه التحليلات بأن تصاعد الإصابات بكورونا وانخفاض أسعار الفائدة وتراجع الإنتاجية واتساع عدم المساواة، إضافة إلى التقارب في التوازن الاقتصادي ما بين الصين التي يرتفع ناتجها المحلي والولايات المتحدة التي يضربها الفيروس، كل هذه المؤشرات قد ترفع الذهب إلى 3 آلاف دولار.
سيتي غروب: 2100 دولار
وقال سيتي غروب إن دورة الذهب الحالية "فريدة" وإن الأسعار "يمكن أن تبقى في نطاق أعلى لفترة أطول. وشرح محللو سيتي غروب أن الأسعار يجب أن تخترق 2000 دولار قريبا، مع توقع ارتفاع سعر المعدن الأصفر إلى 2100 دولار.
وقال البنك "تبدو الأسعار منحازة للبقاء أعلى لفترة أطول، شارحاً أن الأسعار يمكن أن تصل إلى 2100 دولار في غضون ستة إلى 12 شهرًا في ظل السيناريو الصعودي.
يو بي أس: 2300 دولار
ولدت جميع التحركات نفس المخاوف التي نقلت الذهب إلى رقمه القياسي السابق في سبتمبر / أيلول 2011 إن كان من ناحية تدهور الدولار أو ارتفاع التضخم. ولكن في هذه المرة، كانت إجراءات التحفيز أسرع وأكبر، كما قال يو بي أس غروب، ولا يزال من غير الواضح حجم التأثير على البطالة والنشاط العالمي من الأزمة الصحية.
وقال واين جوردن، المدير التنفيذي للسلع والعملات الأجنبية في وحدة إدارة الثروات في يو بي إس إن سعر الذهب عند 2000 دولار هو "الوضع الطبيعي الجديد"، وقد ترتفع الأسعار إلى 2300 دولار في سيناريو "المخاطرة".
لكنه قال إن الارتفاع قد يتلاشى بحلول منتصف العام المقبل، حين يبدأ المستثمرون في البحث عن بدائل مع تعافي الاقتصاديات.