أنجبت زوجة الأسير المعتقل في السجون الإسرائيلية حسام أسعد العطار (30 عاماً)، طفلتها الأولى "جنات" بعد نجاح تهريب نطفة من زوجها من داخل سجنه، الذي يقضي فيه حكماً بثمانية عشر عاماً، وهي رابع حالة ولادة بنطف مهربة لأسرى فلسطينيين.
وتخضع عملية تهريب النطف من الأسرى إلى خارج السجون ومن ثم التلقيح الصناعي للزوجة، لعملية معقدة، وضوابط دينية وشرعية عديدة، لكي لا تثير أي شكوك أو تشويه للفكرة، التي يحاول من خلالها الأسرى ذوو الأحكام العالية، التغلب على السجان الإسرائيلي.
وجاءت الولادة في مستشفى الشفاء الطبي بعد إجراء عملية قيصرية لزوجة الأسير العطار، وفق ما ذكرت "إذاعة صوت الأسرى" التي تبث من غزة.
ونقلت الإذاعة عن والدة الأسير حسام سعادتها البالغة بحفيدتها، لافتةً إلى أن ابنها كان يترقب ولادة ابنته لحظة بلحظة، وتمنت أن يفرج المولى عز وجل عن ابنها وكافة المعتقلين في سجون الاحتلال.
من جهته، قال رأفت حمدونة مدير مركز الأسرى للدراسات (غير حكومي)، إنّ الأسير حسام العطار من شمال قطاع غزة رزق اليوم بطفلة، بعد أن نجحت عملية إخصاب مجهري أجرتها زوجته بواسطة نطف منوية هربتها من زوجها الأسير المحكوم عليه بالسجن 18 عامًا (أمضى منها سبعة أعوام).
وأضاف حمدونة أن "جنات"، وهو الاسم الذي أطلقته أسرة الأسير على الطفلة، "تعد رابع حالة ولادة بواسطة نطف مهربة من السجون الإسرائيلية في قطاع غزة، بعد أن نجحت عدة حالات مماثلة في الضفة الغربية" (نحو 30 طفلاً وفق مراكز مختصة بشؤون الأسرى).
ووصف حمدونة إنجاب الأسرى للأطفال عن طريق تهريب النطف، بأنه "ضوء" ينير عتمة سنوات الأسر.
وأصدر العديد من علماء الدين الفلسطينيين، مثل مفتي فلسطين السابقعكرمة صبري، ورئيس رابطة علماء فلسطين، حامد البيتاوي (توفي منتصف العام 2012)، فتاوى تبيح لنساء الأسرى الحمل من "نطف" أزواجهن المهربة من السجون الإسرائيلية.
وكان مهند الزين الطفل الأول الذي وضعته زوجة الأسير عمار الزين من الضفة الغربية في 2012، عن طريق تهريب "النطفة" بمثابة "الأمل" و"كلمة السر" التي مهدّت الطريق أمام مزيد من زوجات الأسرى لتحقيق حلم "الأمومة".
ولا يتم الإفصاح عن كيفية تهريب "النطف"، التي تتم بطريقة معقدة لا يتم الكشف عن تفاصيلها لدواعٍ أمنية.
ووفقا لأحدث دراسة إحصائية، ذكر مركز الأسرى للدراسات والأبحاث الفلسطيني (غير حكومي) إن 7 آلاف أسير فلسطيني يقبعون داخل السجون الإسرائيلية، من بينهم 476 أسيراً صدرت بحقهم أحكام بالسجن المؤبد لمرة واحدة أو لمرات عديدة.
يذكر أن الأسير العطار معتقل منذ العام 2008، ويقضي حكماً بالسجن ثمانية عشر عاماً، بتهمة الانتماء إلى حركة "حماس".