11 سبتمبر 2015
أصوات نشاز تحارب الانتفاضة
محمد القيق
كاتب ومحلل سياسي، رئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت سابقا، حاصل على البكالوريوس في الإذاعة والتلفزة من جامعة بيرزيت وعلى الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت، أسير محرّر من سجون الاحتلال الإسرائيلي وعضو في لجنة أهالي الشهداء "كرامة" لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة في ثلاجات الاحتلال الإسرائيلي.
... وتنطلق انتفاضة القدس الجريئة والمنتصرة للمسجد الأقصى المبارك ونساء فلسطين والمرابطات. هي انتفاضة لم تكن مزاجاً ونزهة ذهب إليها الشعب الفلسطيني، إنها نقطة الانعطاف نحو حرية حقيقية، فقبل أن نتحدث عن النشاز في أصوات مشبوهة، أو لا تتمتع بطول نظر، لنلقي نظرة سريعة على الانتفاضة التي بات الكل يسمي هبة الشباب وعملهم المقاوم بهذا الاسم؛ هي تلك الفعاليات التي أسماها بعضهم، من الأجهزة الأمنية قبل شهر، أعمال عنف وجر الضفة الغربية إلى الفوضى، فإذا بها انتفاضة وحق شعوب وردود طبيعية وغيرها، وهذا يعني أن الكل بات يريد من هذه الانتفاضة مصلحته المؤقتة، إلا الشعب الذي يحذر من أصوات نشاز كثيرة، أبرز خمسة منها:
- تطل نقابات بلعنة على العمليات المقاومة، بحجة أن مقاوماً تقمص دور صحفي، مثلاً، لتنفيذ عمليته؛ وهذا دليل على ضيق أفق وخوف من الاحتلال، فبدل أن تكون هذه النقابة متصدرة للدفاع عن حقوق الصحفيين الذين أصيبوا في المواجهات، واعتقلوا وأهينوا على يد الاحتلال، كما حدث في القدس والضفة وغزة، وتحاكم الاحتلال على قتل كثير منهم، كما فضل شناعة وغيرهم تطل علينا ببيانات ساذجة، تعطي الاحتلال الضوء الأخضر والتبرير لأي اعتداء على الصحفيين، فبدل أن تخرج بمسيرات تنديد بالاعتداء على الطواقم العاملة، منذ بداية الانتفاضة، تصدر بيانات بمضامين وتوقيت سيء، فاحذروا أصوات النشاز.
- في كل ثورة وانتفاضة، هناك فئة لها مصالح مادية وفئة مندسين، تلعب على وتر الخلافات والمصالح، تحاول من خلال حرب معنوية على المنتفضين وتثبيطهم وتدمير المعنويات، من خلال الشائعات بأن ما يحدث انتحار، وأن المواجهات سيئة، وأن الضفة الغربية لا يجب أن تشتعل؛ وذلك في تعليقات على شبكات التواصل والمداخلات الكلامية أو بأفكار ومقالات وأعمال تسيء للقضية الفلسطينية. مثال "انتقاد للمواجهات في غزة والضفة بحجة أن عمليات الطعن في القدس هي المهمة وغير ذلك انتحار وتخريب"، ومن يروج هذا فئتان. أولها، عملاء وهي وظيفتهم الدائمة، وذلك لعزل القدس وجعلها منفردة، كما حدث في عزل غزة التي تخوض حروباً وحدها. والفئة الثانية جاهلة للمعادلة القائمة ولمبادئ التحرر، وغير واعية لتاريخ الثورات والشعوب.
- الإعلام الموجه ذو النظرة السلبية، سواء وسائل كاملة أو مراسلين، تلك الأساليب يقع فيها إعلامي كسول عاجز، أو وسيلة إعلام موجهة وممولة لإثارة البلبلة في شارع الانتفاضة والتكافل الاجتماعي، فإبراز الخلافات والمشكلات العائلية والجنائية أخباراً رئيسية، إلى جانب أخبار الانتفاضة بوصفها مأساة وحرباً أخرى وعدواً آخر للانتفاضة. أما الإعلام الكسول الذي لا يحرّر أخبار الاحتلال، ويعزّز حالة الإرباك في نقله المعلومات، وكأنها كلام منزل من المصادر العبرية، وتبني رواية الاحتلال، وتجاهل العمل الإعلامي المقاوم، مع المحافظة على المهنية، هو كسول يقلل من شأن الانتفاضة، حتى يبقى في قالبه الروتيني الذي عودته عليه سنوات التخدير والتنسيق الأمني والوضع الذي كان قائماً في الضفة.
- الشائعات ونشر الشبهات حول من يلقون الحجارة ويشعلون الانتفاضة، وهذه تسمى أسهل الطرق للقضاء على الملف، وهي التشكيك فيه، حتى ينتهي عمله ونشاطه؛ فترى الشائعة تنتشر بمعلومات خاطئة، يتداولها مسؤولون وقادة وإعلام ومواطنون، تزيد من الخوف والإرباك في صفوف أهالي الشهداء والمنتفضين، ومحاولة تعزيز فكرة أن الذين ينتفضون قلة، ولديهم بطالة واكتئاب، أما غير المنتفضين يعيشون في كماليات وترف وغير ذلك، علما أن الشهداء الذين سقطوا كلهم يعملون في وظائف مهمة وطلبة جامعات وأوضاعهم المالية والاجتماعية عالية، وهذا في إطار الحرب النفسية التي تحاول أن تغطي على فكرة الثورة وطبيعتها الاجتماعية.
ختاماً، أنها الانتفاضة المعنوية التي يحاول كثيرون إجهاضها لكي تموت معها الانتفاضة المادية والميدانية، فكان الإعلام وتصريحات بعض المسؤولين والشائعات والتعليقات في صفحات التواصل الاجتماعي كلها واحدة، وكأن مخرجها واحد، مفادها بأن الشعب مات والاحتلال قوي والأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم، وأن الشعب الفلسطيني مل الانتفاض والدماء. تلك أصوات النشاز التي كلما سيطرت وحكمت عربد الاحتلال أكثر، وكلما وجدت أذنا صاغية كذبت وأشاعت ودمرت، وهذا حصاد عشر سنوات من تلك الفئة وإفرازاتها. وعلى الرغم من ذلك، تفشل يوما بعد يوم، ولنحذر جميعاً أن نقع في دجل الشيطان الجديد، بأشكاله المتنوعة والمغرية والمقنعة.
- تطل نقابات بلعنة على العمليات المقاومة، بحجة أن مقاوماً تقمص دور صحفي، مثلاً، لتنفيذ عمليته؛ وهذا دليل على ضيق أفق وخوف من الاحتلال، فبدل أن تكون هذه النقابة متصدرة للدفاع عن حقوق الصحفيين الذين أصيبوا في المواجهات، واعتقلوا وأهينوا على يد الاحتلال، كما حدث في القدس والضفة وغزة، وتحاكم الاحتلال على قتل كثير منهم، كما فضل شناعة وغيرهم تطل علينا ببيانات ساذجة، تعطي الاحتلال الضوء الأخضر والتبرير لأي اعتداء على الصحفيين، فبدل أن تخرج بمسيرات تنديد بالاعتداء على الطواقم العاملة، منذ بداية الانتفاضة، تصدر بيانات بمضامين وتوقيت سيء، فاحذروا أصوات النشاز.
- في كل ثورة وانتفاضة، هناك فئة لها مصالح مادية وفئة مندسين، تلعب على وتر الخلافات والمصالح، تحاول من خلال حرب معنوية على المنتفضين وتثبيطهم وتدمير المعنويات، من خلال الشائعات بأن ما يحدث انتحار، وأن المواجهات سيئة، وأن الضفة الغربية لا يجب أن تشتعل؛ وذلك في تعليقات على شبكات التواصل والمداخلات الكلامية أو بأفكار ومقالات وأعمال تسيء للقضية الفلسطينية. مثال "انتقاد للمواجهات في غزة والضفة بحجة أن عمليات الطعن في القدس هي المهمة وغير ذلك انتحار وتخريب"، ومن يروج هذا فئتان. أولها، عملاء وهي وظيفتهم الدائمة، وذلك لعزل القدس وجعلها منفردة، كما حدث في عزل غزة التي تخوض حروباً وحدها. والفئة الثانية جاهلة للمعادلة القائمة ولمبادئ التحرر، وغير واعية لتاريخ الثورات والشعوب.
- الإعلام الموجه ذو النظرة السلبية، سواء وسائل كاملة أو مراسلين، تلك الأساليب يقع فيها إعلامي كسول عاجز، أو وسيلة إعلام موجهة وممولة لإثارة البلبلة في شارع الانتفاضة والتكافل الاجتماعي، فإبراز الخلافات والمشكلات العائلية والجنائية أخباراً رئيسية، إلى جانب أخبار الانتفاضة بوصفها مأساة وحرباً أخرى وعدواً آخر للانتفاضة. أما الإعلام الكسول الذي لا يحرّر أخبار الاحتلال، ويعزّز حالة الإرباك في نقله المعلومات، وكأنها كلام منزل من المصادر العبرية، وتبني رواية الاحتلال، وتجاهل العمل الإعلامي المقاوم، مع المحافظة على المهنية، هو كسول يقلل من شأن الانتفاضة، حتى يبقى في قالبه الروتيني الذي عودته عليه سنوات التخدير والتنسيق الأمني والوضع الذي كان قائماً في الضفة.
- الشائعات ونشر الشبهات حول من يلقون الحجارة ويشعلون الانتفاضة، وهذه تسمى أسهل الطرق للقضاء على الملف، وهي التشكيك فيه، حتى ينتهي عمله ونشاطه؛ فترى الشائعة تنتشر بمعلومات خاطئة، يتداولها مسؤولون وقادة وإعلام ومواطنون، تزيد من الخوف والإرباك في صفوف أهالي الشهداء والمنتفضين، ومحاولة تعزيز فكرة أن الذين ينتفضون قلة، ولديهم بطالة واكتئاب، أما غير المنتفضين يعيشون في كماليات وترف وغير ذلك، علما أن الشهداء الذين سقطوا كلهم يعملون في وظائف مهمة وطلبة جامعات وأوضاعهم المالية والاجتماعية عالية، وهذا في إطار الحرب النفسية التي تحاول أن تغطي على فكرة الثورة وطبيعتها الاجتماعية.
ختاماً، أنها الانتفاضة المعنوية التي يحاول كثيرون إجهاضها لكي تموت معها الانتفاضة المادية والميدانية، فكان الإعلام وتصريحات بعض المسؤولين والشائعات والتعليقات في صفحات التواصل الاجتماعي كلها واحدة، وكأن مخرجها واحد، مفادها بأن الشعب مات والاحتلال قوي والأقصى ليس للفلسطينيين وحدهم، وأن الشعب الفلسطيني مل الانتفاض والدماء. تلك أصوات النشاز التي كلما سيطرت وحكمت عربد الاحتلال أكثر، وكلما وجدت أذنا صاغية كذبت وأشاعت ودمرت، وهذا حصاد عشر سنوات من تلك الفئة وإفرازاتها. وعلى الرغم من ذلك، تفشل يوما بعد يوم، ولنحذر جميعاً أن نقع في دجل الشيطان الجديد، بأشكاله المتنوعة والمغرية والمقنعة.
محمد القيق
كاتب ومحلل سياسي، رئيس مجلس طلبة جامعة بيرزيت سابقا، حاصل على البكالوريوس في الإذاعة والتلفزة من جامعة بيرزيت وعلى الماجستير في الدراسات العربية المعاصرة من جامعة بيرزيت، أسير محرّر من سجون الاحتلال الإسرائيلي وعضو في لجنة أهالي الشهداء "كرامة" لاسترداد جثامين الشهداء المحتجزة في ثلاجات الاحتلال الإسرائيلي.
محمد القيق
مقالات أخرى
04 سبتمبر 2015
20 اغسطس 2015
22 يوليو 2015