وأوضحت المنظمة، في بيان صحافي لها اليوم، أنه "بعد مرور شهرين على وقف إطلاق النار في اليمن، ما زال المدنيون يتأثرون بشكل حاد بالعنف الدائر في البلاد". وأشارت إلى أن تعز شهدت أكثر القتال شراسة منذ بداية تصاعد حدة النزاع منذ 15 شهراً، في ظل القصف المدفعي والغارات الجوية والقنابل المتفجرة والألغام ونيران القناصة التي تحدث جميعها بصورة يومية.
ونوهت إلى أن "القتال والقصف المدفعي في مناطق كثيفة بالسكان من المدينة، ولا يبدو أن أيا من أطراف النزاع يبذل أي جهد لمنع وقوع الإصابات في صفوف المدنيين".
وقال منسّق المشروع في منظّمة أطبّاء بلا حدود في تعز، صلاح دونغودو، إنه، وفقاً للبيان، "في الثالث من شهر يونيو/ حزيران الجاري، استقبلنا 122 جريحاً في المرافق التي ندعمها، وغالبية المصابين أصيبوا بالصواريخ التي ضربت سوقاً مكتظاً في تعز. وقد وصل أيضاً 12 شخصاً آخر كانوا إما ميتين لدى وصولهم أو مصابين بجروح خطيرة تسببت بوفاتهم بعد وصولهم إلى غرفة الطوارئ. وقد شكّل المدنيون الغالبية الساحقة منهم. وفي اليوم التالي وصل 135 شخصاً آخرين مصابين بجروح حرب. بكل بساطة لا نشهد أي تقلّص في مستوى العنف".
وتتابع منظمة أطباء بلا حدود "أينما تواجدت في المدينة سترى بأن جميع المدنيين متأثرين بالعنف، فالناس قد فقدوا أفراداً من أسرهم ومنازلهم وسبل عيشهم، ويعيشون وسط خوف دائم، فهم لا يملكون أي خيار سوى المضي قدماً في حياتهم". وفي الوقت نفسه يستمر الوضع الإنساني بالتدهور. فحصول الناس على الرعاية الطبّية محدود بشدة، والتيار الكهربائي منقطع في البلاد والشوارع مليئة بالقمامة، والمواد الغذائية وغيرها من السلع متوفرة فقط بأسعار خيالية.
وقال رئيس بعثة المنظمة ويل تورنر، إنه "مؤخراً كنت أجول في إحدى غرف الطوارئ، فرأيت أمامي طفلين مستلقيين على سريرين بالقرب من بعضهما البعض. لقد تعرّض الطفل لرصاصة في عنقه فيما كان يخرج من الجامع، أما الفتاة الموجودة بقربه فقد تمزّقت معدتها جرّاء رصاصة بينما كانت تنتظر جمع المياه. للأسف تحدث هذه القصص المأساوية بشكل يومي في تعز. وهذا أمر غير مقبول بتاتاً".
ودعت منظّمة أطبّاء بلا حدود جميع الأطراف المتنازعة في اليمن إلى اتباع المزيد من الإجراءات من أجل حماية المدنيين، كما دعت جميع الجهات الفاعلة سواء كانت تشارك في محادثات السلام في الكويت أم لا، إلى أن تقلّص مستوى النزاع الحاد وأن تسهّل في جميع الأوقات دخول العمل الإنساني من دون عوائق إلى تعز.