يُنظر لنتائج الانتخابات الأميركية بأنها ستؤثر بشكل مباشر في الملف اليمني، ففي الوقت الذي كان فيه مناصرو الحكومة الشرعية يميلون بتأييدهم لمرشحة الحزب الديمقراطي الخاسر، هيلاري كلينتون، كان ناشطو جماعة أنصار الله (الحوثيون) وحلفاؤهم، أكثر ميلاً لتأييد مرشح الحزب الجمهوري الفائز، دونالد ترامب، بعد أن خرج بتصريحات أثناء حملته الانتخابية حملت انتقادات للمملكة العربية السعودية.
وفور الإعلان عن فوز ترامب، بعث الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إليه مهنئاً، وقال "نحن في اليمن إذ نعبر لكم عن تهانينا لكم وللشعب الأميركي بهذا النجاح، فإننا نتطلع في الوقت نفسه لأن نعمل معاً لخدمة السلام والاستقرار لشعوب المنطقة، وعلى وجه التحديد بلدنا اليمن، الذي عانى ويعاني الكثير جراء تداعيات الحرب"، وتابع هادي إن "المليشيات الانقلابية شنتها على مجتمعنا وتوافقنا وتجربتنا الديمقراطية، غير عابئة أو مكترثة بمعاناة الشعب اليمني، وخياراته السياسية ومرجعيات مساره السياسي المتمثّلة في المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني، وقرارات الامم المتحدة ذات الصلة وفي مقدمتها القرار 2216".
من جانبه، بعث الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح برقية تهنئة لترامب فور فوزه وطالبه بالعمل على إيقاف ما وصفه بـ"العدوان" على اليمن، قائلاً "إننا نتطلع إلى دوركم الفاعل والمنشود والمطلوب في إحلال السلام في العالم، بالتعاون مع كل القوى والشعوب المحبة للسلام، وبالذات الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي، وفي مقدمتها روسيا الاتحادية والصين الشعبية"، وأضاف "نتطلّع أن تضعوا في أولويات مهامكم إنهاء الظلم والعدوان على اليمن أرضاً وإنسانا، والدفع بجهود الولايات المتحدة الأميركية لتحقيق السلام الشامل والكامل في اليمن"، كما طالب بالعمل على وقف ما وصفه بـ"العدوان" الذي تشنه "ما تسمى بدول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية".
وكانت الانتخابات الأميركية قد ألقت بظلالها على اهتمامات اليمنيين ومتابعاتهم خلال الأيام الأخيرة، مع تباين في القراءات والتوقعات لتأثير نتائج الانتخابات على مسار الحرب في اليمن، ففي حين كان أنصار "الشرعية" أكثر ميلاً لتأييد هيلاري كلينتون، توزعت آراء الناشطين والسياسيين المحسوبين على الحوثيين و"حزب صالح" بين التحفظ عن إبداء رأي تجاه الانتخابات، أو التقليل من أهمية تأثير نتائجها على الأزمة اليمنية، وبين من أيدوا بشكل واضح المرشح الجمهوري ترامب، بعد المواقف التي أطلقها خلال حملته الانتخابية تجاه السعودية.
وكان ترامب قد أطلق قبل أشهر تصريحات اعتبر فيها أن "السعودية تخوض حرباً في اليمن من أجل النفط"، لكنه خفف أخيراً من التعبير عن أي مواقف تجاه الأزمة اليمنية، إلى حد جعل موقفه غامضاً إلى حد بعيد، الأمر الذي انعكس حيرة وتبايناً في قراءات الشارع اليمني، لتأثيرات هذا التحول.