كان محمد أحمد (14عاماً)، تلميذاً مجتهداً وذكياً. هذا ما اعتاد أقرانه في المعهد العسكري في مدينة لاركانه في إقليم السند (جنوب باكستان) قوله. لكنّه أصيب بالشلل بعدما ضربه أحد أساتذته، نتيجة مشادّة كلاميّة بينهما. وكما يروي زملاء محمد، فقد ظل الأستاذ يضربه حتى بعدما أغمي عليه. استطاع الأطباء إنقاذ حياته، إلا أنه لم يعد قادراً على الكلام، وقد أصيب بشلل تام. في ذلك اليوم، كان الوالد يعمل في السوق حين تلقى اتّصالاً من المدرسة، وأُعلم بأن ابنه تعرّض لوعكة صحيّة في المدرسة ونقل إلى المستشفى. فسارع إلى المستشفى ليرى ابنه ممدّداً على السرير الأبيض، والدم ينزف من أماكن عدة في جسده. كان الأطباء مجتمعين حوله من دون أن يخبره أحد ما الذي حدث له. للوهلة الأولى، اعتقد الوالد أن سيّارة صدمت ابنه، أو أنه سقط من مكان مرتفع في المدرسة. ولم يفكّر أن أستاذاً قد يكون ضربه بهذا الشكل.
ونصح الأطباء الوالد بنقل ابنه إلى مدينة كراتشي، إذ يحتاج إلى إجراء أكثر من عملية جراحية في العنق والصدر. وهذا ما فعله، إذ كان هدفه شفاء ابنه.
هذه القضيّة أُثيرت في وسائل الإعلام المحلية، وتبناها المجتمع المدني وأطلق حملات على وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك، استغلّت أحزاب سياسيّة القضية لتوجيه انتقادات إلى حكومة إقليم السند (جنوب البلاد)، ما دفع الأخيرة إلى التحرّك وتعيين لجنة تضمّ أطباء من مختلف التخصّصات. وقال رئيس وزراء حكومة إقليم السند، مراد علي شاه، إنّ الحكومة ستعمل جاهدة على الحد من ممارسة العنف بحق الأطفال في المدارس، إذ إن العنف يساهم في تدمير الأطفال نفسياً. أضاف أنّنا سنتخذ الخطوات اللازمة بهدف الحفاظ على مستقبل البلاد. كذلك، أكد أن الحكومة شكلت لجنة تضم أطباء من تخصصات مختلفة، على أن تتحمّل وزارة الصحة كلفة علاج الطفل، بالإضافة إلى معاقبة المدرس الذي أوصل الطفل إلى هذه الحالة.
وشدّد شاه على ضرورة سنّ قوانين لحماية الأطفال ومعاقبة المتورطين. وأثبتت اللجنة الطبيّة أن الطفل كان قد تعرّض للضرب، وأوصت بإرساله إلى الخارج، إذ إن حنجرته تقطعت وكُسرت رقبته، وكانت النتيجة أن أصيب بالشلل. وأكّدت اللجنة أن الطفل لم يحصل على العلاج المناسب في البداية، وقد صرف والده كل ما يملك بهدف علاجه في مستشفيات مختلفة. بالتالي، ساهم الإهمال في تدهور حالته الصحية.
اقــرأ أيضاً
ونصح الأطباء الوالد بنقل ابنه إلى مدينة كراتشي، إذ يحتاج إلى إجراء أكثر من عملية جراحية في العنق والصدر. وهذا ما فعله، إذ كان هدفه شفاء ابنه.
هذه القضيّة أُثيرت في وسائل الإعلام المحلية، وتبناها المجتمع المدني وأطلق حملات على وسائل التواصل الاجتماعي. كذلك، استغلّت أحزاب سياسيّة القضية لتوجيه انتقادات إلى حكومة إقليم السند (جنوب البلاد)، ما دفع الأخيرة إلى التحرّك وتعيين لجنة تضمّ أطباء من مختلف التخصّصات. وقال رئيس وزراء حكومة إقليم السند، مراد علي شاه، إنّ الحكومة ستعمل جاهدة على الحد من ممارسة العنف بحق الأطفال في المدارس، إذ إن العنف يساهم في تدمير الأطفال نفسياً. أضاف أنّنا سنتخذ الخطوات اللازمة بهدف الحفاظ على مستقبل البلاد. كذلك، أكد أن الحكومة شكلت لجنة تضم أطباء من تخصصات مختلفة، على أن تتحمّل وزارة الصحة كلفة علاج الطفل، بالإضافة إلى معاقبة المدرس الذي أوصل الطفل إلى هذه الحالة.
وشدّد شاه على ضرورة سنّ قوانين لحماية الأطفال ومعاقبة المتورطين. وأثبتت اللجنة الطبيّة أن الطفل كان قد تعرّض للضرب، وأوصت بإرساله إلى الخارج، إذ إن حنجرته تقطعت وكُسرت رقبته، وكانت النتيجة أن أصيب بالشلل. وأكّدت اللجنة أن الطفل لم يحصل على العلاج المناسب في البداية، وقد صرف والده كل ما يملك بهدف علاجه في مستشفيات مختلفة. بالتالي، ساهم الإهمال في تدهور حالته الصحية.
مجدّداً، أكد رئيس حكومة إقليم السند أنّ الحكومة تتحمّل كل تكاليف علاج الطفل، لافتاً إلى أنها لن تتوانى عن معاقبة الجاني، الذي بات في قبضة الأمن.
وأطلقت قنوات محلية، بالتعاون مع بعض الفنانين المشهورين في البلاد، حملة على مستوى البلاد بهدف الضغط على الحكومة لسن قوانين جديدة في هذا الإطار، ورفع الوعي لدى الآباء والأساتذة حول كيفية التعامل مع التلاميذ في المدارس.
تجدر الإشارة إلى أنّ محمد أحمد ليس الطفل الوحيد الذي تعرّض للعنف في المدرسة، بل إن القصص المماثلة كثيرة، وتساهم وسائل الإعلام في تسليط الضوء عليها من حين إلى آخر. من بينها قصّة الطفل واجد (12 عاماً)، والتي أثيرت في وسائل الإعلام بعدما تداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي. كان هذا التلميذ قد نسي إنجاز الواجب المنزلي، فلم يكن من المدرّس إلّا أن ضربه حتى كسر يده، وذلك في إحدى المدارس الحكومية في مدينة مندي بهاوالدين في إقليم البنجاب، كبرى الأقاليم الباكستانية.
إلى ذلك، يكثر العنف في المدارس الدينية، والتي يلتحق بها الأطفال الفقراء. هكذا، تكثر حوادث العنف بحق الأطفال في المدارس. وكانت القنوات المحلية قد أثارت أيضاً قضية الطفل صفي الله (8 أعوام)، بعدما ضربه أستاذه على رأسه وصدره وظهره في إحدى المدارس الدينية في مدينة مظفر كره في إقليم البنجاب. وقد رفع الوالد دعوى ضد المدرس.
وفي معظم الأحيان، لا يعاقب المتورّطون في أحداث العنف هذه بسبب الفساد والرشاوى في الدوائر الحكومية، بالإضافة إلى وجود ثغرات في القوانين. بالتالي، تحتاج القضية إلى الإهتمام وسن قوانين جديدة من شأنها حماية الأطفال من الضرب والعنف، لما لهما من تأثير سلبي على نفسية الأطفال.
محرومون من التعليم
كشف تقرير رسمي صادر عن الحكومة الباكستانية في فبراير/ شباط الماضي، أن 24 مليون طفل في باكستان محرومون من التعليم، رغم الجهود المبذولة. وبحسب التقرير (يشمل العام الدراسي 2014 و2015)، فإن 47 في المائة من أصل 50.8 مليون طفل، تراوح أعمارهم ما بين 15 و16 عاماً، يستفيدون من التعليم في البلاد.
اقــرأ أيضاً
وأطلقت قنوات محلية، بالتعاون مع بعض الفنانين المشهورين في البلاد، حملة على مستوى البلاد بهدف الضغط على الحكومة لسن قوانين جديدة في هذا الإطار، ورفع الوعي لدى الآباء والأساتذة حول كيفية التعامل مع التلاميذ في المدارس.
تجدر الإشارة إلى أنّ محمد أحمد ليس الطفل الوحيد الذي تعرّض للعنف في المدرسة، بل إن القصص المماثلة كثيرة، وتساهم وسائل الإعلام في تسليط الضوء عليها من حين إلى آخر. من بينها قصّة الطفل واجد (12 عاماً)، والتي أثيرت في وسائل الإعلام بعدما تداولها ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي. كان هذا التلميذ قد نسي إنجاز الواجب المنزلي، فلم يكن من المدرّس إلّا أن ضربه حتى كسر يده، وذلك في إحدى المدارس الحكومية في مدينة مندي بهاوالدين في إقليم البنجاب، كبرى الأقاليم الباكستانية.
إلى ذلك، يكثر العنف في المدارس الدينية، والتي يلتحق بها الأطفال الفقراء. هكذا، تكثر حوادث العنف بحق الأطفال في المدارس. وكانت القنوات المحلية قد أثارت أيضاً قضية الطفل صفي الله (8 أعوام)، بعدما ضربه أستاذه على رأسه وصدره وظهره في إحدى المدارس الدينية في مدينة مظفر كره في إقليم البنجاب. وقد رفع الوالد دعوى ضد المدرس.
وفي معظم الأحيان، لا يعاقب المتورّطون في أحداث العنف هذه بسبب الفساد والرشاوى في الدوائر الحكومية، بالإضافة إلى وجود ثغرات في القوانين. بالتالي، تحتاج القضية إلى الإهتمام وسن قوانين جديدة من شأنها حماية الأطفال من الضرب والعنف، لما لهما من تأثير سلبي على نفسية الأطفال.
محرومون من التعليم
كشف تقرير رسمي صادر عن الحكومة الباكستانية في فبراير/ شباط الماضي، أن 24 مليون طفل في باكستان محرومون من التعليم، رغم الجهود المبذولة. وبحسب التقرير (يشمل العام الدراسي 2014 و2015)، فإن 47 في المائة من أصل 50.8 مليون طفل، تراوح أعمارهم ما بين 15 و16 عاماً، يستفيدون من التعليم في البلاد.