خلال شهر رمضان، تغيّر نمط حياة الأسر اليمنيّة. انقلب الليلُ نهاراً والنهار ليلاً، ما انعكس سلباً على الأطفال. عادةً ما تتبدّل مواعيد العمل، ينام الأهل خلال النهار ويستيقظون خلال الليل. في هذا السياق، تقول خولا عبد الباري إنها أرغمت طفلتها (5 سنوات) على التكيّف مع تغيّرات شهر رمضان. لم يكن الأمر سهلاً خصوصاً أن طفلتها لم تعتد النوم في النهار والاستيقاظ في الليل، ما جعلها تقضي ساعات طويلة من النهار وحدها.
تعترف عبد الباري أنّ تركها لابنتها وحدها خلال الأيام الأولى من رمضان سبّب لها بعض المشاكل. تشرح: "قبل بداية شهر رمضان، كانت ابنتي تصحو معي باكراً، وتتناول وجبة الافطار. لكن مع بداية هذا الشهر، حاولت إجبارها على النوم خلال الصباح ولم أفلح بذلك". صارت تعدّ لها وجبة الإفطار بعد الفجر، لتتناولها بعدما تستيقظ من النوم. تشير إلى أنّ درجة الحرارة المرتفعة كانت تفسد الأطعمة التي تعدها لها، ما أدى إلى إصابتها بالإسهال، كما أخبرها الطبيب.
توضح لـ "العربي الجديد" أنها تسهر مع الأقارب خلال الليل وتنام خلال النهار. في أحيان كثيرة، كانت ابنتها ترفض تناول الطعام الذي تعدّه لها، مشيرة إلى أنها اضطرت إلى نقلها إلى المستشفى بعدما أصيبت بـ "نزلة معوية"، فحذّرها الطبيب من ترك الطعام لساعات عدة في الخارج.
اقــرأ أيضاً
من جهته، يقول أحمد الخولاني إنه اكتشف أنّ ابنه (3 سنوات) يأكل التراب من حديقة المنزل حين يلعب في الخارج بينما يكون نائماً. يوضح لـ"العربي الجديد": "تغيّر دوام عملي. وصار كلّ من في المنزل ينام خلال النهار باستثناء أطفالي الذين لم يتأقلموا مع الوضع الجديد". يضيف أنه صار يشعر بالقلق على أبنائه الذين يقضون ساعات الصباح خارج المنزل ويلعبون مع بقية أطفال الحي، مشيراً إلى أنه لا يعرف ماذا يفعلون، لكن في الوقت نفسه لا يستطيع إجبارهم على البقاء في المنزل. يتابع أنه في ساعات الصباح الأولى، يلتقي الأطفال في الشارع، وقد يقسّمون أنفسهم إلى فرق للّعب، ما يؤدي إلى إزعاج الجيران. الأسوأ من ذلك أنه لا يعرف عنهم شيئاً طوال هذه الساعات. مع من يلعبون مثلاَ؟ ويلفت إلى أنّه يحاول الحدّ من هذه المشكلة من خلال إجبار أطفاله على السهر ليلاً والنوم نهاراً.
في الأرياف، يتولّى كثير من الأطفال مهمّة جلب المياه من الخزانات العامة أو آبار المياه، ما قد يعرّضهم لأخطار كثيرة، منها التحرّش. في هذا السياق، تقول الباحثة الاجتماعية هند ناصر إن تغيّر نمط حياة غالبية الأسر اليمنية في رمضان ينعكس سلباً على الأطفال في حال لم يهتم الأهل بهم. وتوضح لـ "العربي الجديد" أن "اضطراب النظام الغذائي يؤثّر على الأطفال في شهر رمضان. أحياناً، لا يأكلون شيئاً طوال النهار أو تكون وجبات الإفطار غير كافية". تضيف أن الكثير من الأسر تبقي للأطفال طعاماً من وجبة إفطار اليوم السابق أو السحور، لافتة إلى أن بعض الأمهات يعتقدن أن لدى أطفالهن القدرة على البقاء لفترات طويلة من دون طعام، ما قد يؤثّر سلباً على نظامهم الغذائي ويصيبهم بأمراض مختلفة. تشير أيضاً إلى أن "انشغال الأمهات في شهر رمضان قد يدفعهن إلى التقصير في أداء واجباتهن حيال أطفالهن".
وترى ناصر أنّ "الأطفال قد يتعرّضون أيضاً لمشاكل كثيرة في شهر رمضان بسبب انشغال الأهل، على غرار العمل أو إعداد الطعام أو متابعة المسلسلات التلفزيونية أو النوم". تضيف أنّ "كثيرين قضوا معظم أوقاتهم في رمضان بعيداً عن أطفالهم، ما قد يجعل الأطفال يكتسبون عادات سيئة". وتدعو الأهل إلى جعل هذا الشهر لاحقاً بمثابة فرصة للتقرّب من الأطفال وإيلائهم اهتماماً خاصاً واستغلال ساعات الفراغ الطويلة.
إسهال والتهابات رئوية
تشير تقديرات منظّمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إلى أن نحو 10 آلاف طفل دون سن الخامسة قد يكونون لقوا حتفهم العام الماضي بسبب أمراض كان يمكن الوقاية منها، منها الإسهال والالتهابات الرئوية، في ظل تدهور الخدمات الصحية الأساسية في البلاد، ومنها التلقيح. كذلك، فإن أكثر من مليوني طفل معرضون للإصابة بالإسهال، فيما هناك 320 ألف طفل عرضة لسوء التغذية.
اقــرأ أيضاً
تعترف عبد الباري أنّ تركها لابنتها وحدها خلال الأيام الأولى من رمضان سبّب لها بعض المشاكل. تشرح: "قبل بداية شهر رمضان، كانت ابنتي تصحو معي باكراً، وتتناول وجبة الافطار. لكن مع بداية هذا الشهر، حاولت إجبارها على النوم خلال الصباح ولم أفلح بذلك". صارت تعدّ لها وجبة الإفطار بعد الفجر، لتتناولها بعدما تستيقظ من النوم. تشير إلى أنّ درجة الحرارة المرتفعة كانت تفسد الأطعمة التي تعدها لها، ما أدى إلى إصابتها بالإسهال، كما أخبرها الطبيب.
توضح لـ "العربي الجديد" أنها تسهر مع الأقارب خلال الليل وتنام خلال النهار. في أحيان كثيرة، كانت ابنتها ترفض تناول الطعام الذي تعدّه لها، مشيرة إلى أنها اضطرت إلى نقلها إلى المستشفى بعدما أصيبت بـ "نزلة معوية"، فحذّرها الطبيب من ترك الطعام لساعات عدة في الخارج.
من جهته، يقول أحمد الخولاني إنه اكتشف أنّ ابنه (3 سنوات) يأكل التراب من حديقة المنزل حين يلعب في الخارج بينما يكون نائماً. يوضح لـ"العربي الجديد": "تغيّر دوام عملي. وصار كلّ من في المنزل ينام خلال النهار باستثناء أطفالي الذين لم يتأقلموا مع الوضع الجديد". يضيف أنه صار يشعر بالقلق على أبنائه الذين يقضون ساعات الصباح خارج المنزل ويلعبون مع بقية أطفال الحي، مشيراً إلى أنه لا يعرف ماذا يفعلون، لكن في الوقت نفسه لا يستطيع إجبارهم على البقاء في المنزل. يتابع أنه في ساعات الصباح الأولى، يلتقي الأطفال في الشارع، وقد يقسّمون أنفسهم إلى فرق للّعب، ما يؤدي إلى إزعاج الجيران. الأسوأ من ذلك أنه لا يعرف عنهم شيئاً طوال هذه الساعات. مع من يلعبون مثلاَ؟ ويلفت إلى أنّه يحاول الحدّ من هذه المشكلة من خلال إجبار أطفاله على السهر ليلاً والنوم نهاراً.
في الأرياف، يتولّى كثير من الأطفال مهمّة جلب المياه من الخزانات العامة أو آبار المياه، ما قد يعرّضهم لأخطار كثيرة، منها التحرّش. في هذا السياق، تقول الباحثة الاجتماعية هند ناصر إن تغيّر نمط حياة غالبية الأسر اليمنية في رمضان ينعكس سلباً على الأطفال في حال لم يهتم الأهل بهم. وتوضح لـ "العربي الجديد" أن "اضطراب النظام الغذائي يؤثّر على الأطفال في شهر رمضان. أحياناً، لا يأكلون شيئاً طوال النهار أو تكون وجبات الإفطار غير كافية". تضيف أن الكثير من الأسر تبقي للأطفال طعاماً من وجبة إفطار اليوم السابق أو السحور، لافتة إلى أن بعض الأمهات يعتقدن أن لدى أطفالهن القدرة على البقاء لفترات طويلة من دون طعام، ما قد يؤثّر سلباً على نظامهم الغذائي ويصيبهم بأمراض مختلفة. تشير أيضاً إلى أن "انشغال الأمهات في شهر رمضان قد يدفعهن إلى التقصير في أداء واجباتهن حيال أطفالهن".
وترى ناصر أنّ "الأطفال قد يتعرّضون أيضاً لمشاكل كثيرة في شهر رمضان بسبب انشغال الأهل، على غرار العمل أو إعداد الطعام أو متابعة المسلسلات التلفزيونية أو النوم". تضيف أنّ "كثيرين قضوا معظم أوقاتهم في رمضان بعيداً عن أطفالهم، ما قد يجعل الأطفال يكتسبون عادات سيئة". وتدعو الأهل إلى جعل هذا الشهر لاحقاً بمثابة فرصة للتقرّب من الأطفال وإيلائهم اهتماماً خاصاً واستغلال ساعات الفراغ الطويلة.
إسهال والتهابات رئوية
تشير تقديرات منظّمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، إلى أن نحو 10 آلاف طفل دون سن الخامسة قد يكونون لقوا حتفهم العام الماضي بسبب أمراض كان يمكن الوقاية منها، منها الإسهال والالتهابات الرئوية، في ظل تدهور الخدمات الصحية الأساسية في البلاد، ومنها التلقيح. كذلك، فإن أكثر من مليوني طفل معرضون للإصابة بالإسهال، فيما هناك 320 ألف طفل عرضة لسوء التغذية.