نزحت سيما غل، من سكّان إقليم قندوز في شمال أفغانستان، إلى إقليم بلخ المجاور، بسبب المعارك الدائرة بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان في مدينة قندوز. كان أملها الوحيد أن تجد مكاناً يؤويها وأسرتها التي عانت وما زالت من جرّاء الفقر والغربة. لم تجد دعماً من أحد، وقد فقدت زوجها نتيجة مرضه. حتى أنّ جميع أطفالها يعانون من أمراض مزمنة.
تقول سيما غل، إنّ العيش أصبح صعباً للغاية، بعدما فقدت كلّ شيء. دفنت جميع أحلامها بسبب وفاة زوجها ومرض أولادها. صباح كلّ يوم، تذهب إلى السوق وترجع مساء إلى منزلها، وهو عبارة عن خيمة في إحدى المدارس الحكومية السابقة. وتكسب ثلاثة دولارات فقط في اليوم. هي مستعدّة للعمل في أي مجال، وحتى أن تبيع كليتها بهدف تأمين مستقبل أولادها وتسديد ديونها وعلاج أطفالها، لكنّها لم تستطع القيام بذلك حتى الآن.
حياة تنتهي
ابنتها زرمينه، تبلغ من العمر 15 عاماً، تقول إن "الحياة انتهت بعدما تركنا منزلنا وفقدنا والدنا. في ما مضى، كانت الحياة جميلة. مساء كلّ يوم، كان يعود إلينا جالباً معه الحلويات. لكن كل ما كنّا نعيشه بات مجرّد أحلام لن تعود أبداً". هكذا، يجبر الفقر بعض الأفغان، وتحديداً النساء منهن، على ممارسة مهن مختلفة، رغم أنّ الأعراف والتقاليد قاسية في هذا المجال. من هنا، لا تمانع بعض النساء حمل سلع ثقيلة ونقلها من سوق إلى أخرى، أو حتّى بيع أعضائهن. وليست سيما غل وحدها التي ترضى ببيع كليتها، بل فعل كثيرون ذلك، فيما يرغب آخرون بالقيام بالمثل، في انتظار الفرصة المناسبة.
من بين أولئك الذين أقدموا على بيع كليتهم وحيدة بي بي (35 عاماً). كانت قد اضطرّت إلى بيعها لمساعدة زوجها، بعدما اعتقل في طهران. باعتها للإفراج عنه وتسديد الديون. وفي التفاصيل، توجّه الزوج إلى إيران بمساعدة مهربين، بعد تراكم الديون عليه. إلّا أنه تشاجر مع إيرانيين ما أدى إلى اعتقاله.
اقــرأ أيضاً
بعد فترة قصيرة من فقدان الاتصال بالرجل، تلقت حميدة بي بي اتصالاً هاتفياً من رجل من إيران، أخبرها أنّ زوجها في أزمة كبيرة، وأنّه في حاجة إلى دفع مبلغ كبير من المال للإفراج عنه. أخبرته أنها لا تملك المال، وأنها تطلب المساعدة من الناس. إلا أنه أصر على تأمين المال في مقابل الإفراج عن زوجها.
وفي اتصال آخر، أوصى الرجل الإيراني حميدة بي بي أن تبيع كليتها كي تحصل على المال، وقد فعلت ذلك في أحد مستشفيات مدينة هرات في غرب البلاد. تقول: "بعت كليتي في مقابل ثلاثة آلاف دولار تقريباً في مستشفى لقمان في مدينة هرات، وقد دفعت المال للإيراني عن طريق مهرب للإفراج عن زوجي".
زرع
أمّا سيد أصغر (45 عاماً)، فقد اضطرّ إلى بيع كليته بعدما عانت أسرته بسبب الفقر. يقول إنّه اتخذ قراره بعدما عانت عائلته من الجوع أياماً عدة، في مقابل 2500 دولار تقريباً. ويلفت إلى استفادة أحد أقاربه من كليته، هو الذي كان موجوداً في أحد مستشفيات إيران.
إلى ذلك، اشترى محمد أمين، الذي كان يعالج في مستشفى لقمان في إقليم هرات، كلية أحد المواطنين في مقابل 5900 دولار أميركي، وينتظر موعد إجراء العملية وزرع كلية له. كان يعاني من نزيف حاد ما دفع الأطباء إلى تأجيل العملية.
كان محمد أمين يعمل في صفوف القوات المسلحة الأفغانية، حين أصيب بمرض في كليتيه. فلم يكن منه إلا أن استدان مالاً من عائلته لتأمين ثمن الكلية.
يعدّ بيع وشراء الأعضاء البشرية في أفغانستان تجارة رابحة جداً، وتعمد عصابات إلى خطف النساء والأطفال للاستفادة من أعضائهم. وفي أحيان كثيرة، يعجز الأهل عن دفع فدية، ما يدفع الخاطفين إلى قتل الأطفال وبيع أعضائهم. في هذا الصدد، تقول عضوة في لجنة حقوق البشر، ثريا صبحرنج، إنّه في كثير من الأحيان، تعمد العصابات إلى قتل الأطفال وبيع أعضائهم إلى دول الجوار عن طريق التهريب، لافتة إلى أنه يتوجب على الحكومة اتخاذ خطوات فعالة في هذا الصدد، لحماية النساء والأطفال بشكل خاص.
ملاحقة العصابات
يقول عضو الهيئة العليا لمحاربة تهريب البشر في أفغانستان، عبد الواحد هدايت، إن عصابات كثيرة تعمل في مجال تهريب الناس والمتاجرة بأعضائهم، لافتاً إلى أن لديها علاقات قوية مع عصابات أخرى في دول الجوار. ويلفت إلى أن الحكومة ستبذل كل ما في وسعها للقضاء على هذه الظاهرة، وقد اعتقلت العشرات من أفراد تلك العصابات.
اقــرأ أيضاً
تقول سيما غل، إنّ العيش أصبح صعباً للغاية، بعدما فقدت كلّ شيء. دفنت جميع أحلامها بسبب وفاة زوجها ومرض أولادها. صباح كلّ يوم، تذهب إلى السوق وترجع مساء إلى منزلها، وهو عبارة عن خيمة في إحدى المدارس الحكومية السابقة. وتكسب ثلاثة دولارات فقط في اليوم. هي مستعدّة للعمل في أي مجال، وحتى أن تبيع كليتها بهدف تأمين مستقبل أولادها وتسديد ديونها وعلاج أطفالها، لكنّها لم تستطع القيام بذلك حتى الآن.
حياة تنتهي
ابنتها زرمينه، تبلغ من العمر 15 عاماً، تقول إن "الحياة انتهت بعدما تركنا منزلنا وفقدنا والدنا. في ما مضى، كانت الحياة جميلة. مساء كلّ يوم، كان يعود إلينا جالباً معه الحلويات. لكن كل ما كنّا نعيشه بات مجرّد أحلام لن تعود أبداً". هكذا، يجبر الفقر بعض الأفغان، وتحديداً النساء منهن، على ممارسة مهن مختلفة، رغم أنّ الأعراف والتقاليد قاسية في هذا المجال. من هنا، لا تمانع بعض النساء حمل سلع ثقيلة ونقلها من سوق إلى أخرى، أو حتّى بيع أعضائهن. وليست سيما غل وحدها التي ترضى ببيع كليتها، بل فعل كثيرون ذلك، فيما يرغب آخرون بالقيام بالمثل، في انتظار الفرصة المناسبة.
من بين أولئك الذين أقدموا على بيع كليتهم وحيدة بي بي (35 عاماً). كانت قد اضطرّت إلى بيعها لمساعدة زوجها، بعدما اعتقل في طهران. باعتها للإفراج عنه وتسديد الديون. وفي التفاصيل، توجّه الزوج إلى إيران بمساعدة مهربين، بعد تراكم الديون عليه. إلّا أنه تشاجر مع إيرانيين ما أدى إلى اعتقاله.
بعد فترة قصيرة من فقدان الاتصال بالرجل، تلقت حميدة بي بي اتصالاً هاتفياً من رجل من إيران، أخبرها أنّ زوجها في أزمة كبيرة، وأنّه في حاجة إلى دفع مبلغ كبير من المال للإفراج عنه. أخبرته أنها لا تملك المال، وأنها تطلب المساعدة من الناس. إلا أنه أصر على تأمين المال في مقابل الإفراج عن زوجها.
وفي اتصال آخر، أوصى الرجل الإيراني حميدة بي بي أن تبيع كليتها كي تحصل على المال، وقد فعلت ذلك في أحد مستشفيات مدينة هرات في غرب البلاد. تقول: "بعت كليتي في مقابل ثلاثة آلاف دولار تقريباً في مستشفى لقمان في مدينة هرات، وقد دفعت المال للإيراني عن طريق مهرب للإفراج عن زوجي".
زرع
أمّا سيد أصغر (45 عاماً)، فقد اضطرّ إلى بيع كليته بعدما عانت أسرته بسبب الفقر. يقول إنّه اتخذ قراره بعدما عانت عائلته من الجوع أياماً عدة، في مقابل 2500 دولار تقريباً. ويلفت إلى استفادة أحد أقاربه من كليته، هو الذي كان موجوداً في أحد مستشفيات إيران.
إلى ذلك، اشترى محمد أمين، الذي كان يعالج في مستشفى لقمان في إقليم هرات، كلية أحد المواطنين في مقابل 5900 دولار أميركي، وينتظر موعد إجراء العملية وزرع كلية له. كان يعاني من نزيف حاد ما دفع الأطباء إلى تأجيل العملية.
كان محمد أمين يعمل في صفوف القوات المسلحة الأفغانية، حين أصيب بمرض في كليتيه. فلم يكن منه إلا أن استدان مالاً من عائلته لتأمين ثمن الكلية.
يعدّ بيع وشراء الأعضاء البشرية في أفغانستان تجارة رابحة جداً، وتعمد عصابات إلى خطف النساء والأطفال للاستفادة من أعضائهم. وفي أحيان كثيرة، يعجز الأهل عن دفع فدية، ما يدفع الخاطفين إلى قتل الأطفال وبيع أعضائهم. في هذا الصدد، تقول عضوة في لجنة حقوق البشر، ثريا صبحرنج، إنّه في كثير من الأحيان، تعمد العصابات إلى قتل الأطفال وبيع أعضائهم إلى دول الجوار عن طريق التهريب، لافتة إلى أنه يتوجب على الحكومة اتخاذ خطوات فعالة في هذا الصدد، لحماية النساء والأطفال بشكل خاص.
ملاحقة العصابات
يقول عضو الهيئة العليا لمحاربة تهريب البشر في أفغانستان، عبد الواحد هدايت، إن عصابات كثيرة تعمل في مجال تهريب الناس والمتاجرة بأعضائهم، لافتاً إلى أن لديها علاقات قوية مع عصابات أخرى في دول الجوار. ويلفت إلى أن الحكومة ستبذل كل ما في وسعها للقضاء على هذه الظاهرة، وقد اعتقلت العشرات من أفراد تلك العصابات.