ربما لا يعرف كثيرون أن أغاثا كريستي قد رافقت زوجها عالم الآثار ماكس مالوان في رحلاته المتعددة إلى العراق، حيث رافقته في اكتشافاته في أور ونينوى وقامت بجولاتها بين المدن في لحظة شهدت تنافساً استعمارياً على البلاد قبيل الحرب العالمية الثانية، والتي وثّقت جانباً منه في روايتيها "جريمة في بغداد" و"قتل في بلاد ما بين النهرين".
لم تكن زيارات الكاتبة البريطانية (1890 – 1976) إلى بغداد إلا جزءاً من سفر متواصل بدأته في سن باكرة، واستطاعت أن توظّف عوالمه ومغامراته في رواياتها البوليسية، التي حفلت بموضوعات الجريمة وارتباطاتها بالسياسة والبزنس واستطاعت أن توزّع ملايين النسخ وتترجم إلى عشرات اللغات.
يحتضن "هول بالاس" في لندن عند الحادية عشرة من صباح بعد غدٍ الثلاثاء لقاء مع الباحث نيك دوبسون بعنوان "حول العالم مع أغاثا كريستي"، والذي يلقي الضوء خلاله على أسفارها إلى مصر وسورية وإيران وجنوب أفريقيا وأستراليا ونيوزلندا وكندا وهاواي، وانعكاس ذلك على كتاباتها.
كانت القاهرة أبرز مقصد للكاتبة خارج بلادها، حيث أمضت في فندق قصر الجزيرة ثلاثة أشهر، وزارت الآثار المصرية القديمة التي لم تستهوها إلا في فترة متأخرة من حياتها، منشغلة حينها بمشاهدة المباريات والمسرحيات التي تقدّمها فرق الهواة، وكتبت هناك روايتها "موت فوق النيل" التي تتناول قصة عروس تقتل أثناء قضائها شهر العسل مع زوجها في مصر.
يلفت المحاضر إلى أن معظم أعمال كريستي وقعت أحداثها في مواقع تاريخية أو كان أبطالها يعملون في حقل الأركيولوجيا، لارتباطها الشديد بعلم الآثار بفضل مرافقة زوجها وتعاملها المباشر مع اللقى والمقتنيات ومعرفتها الدقيقة بتفاصيل متعلقة بتلك الأماكن الأثرية.
كما يتناول روايتها "جريمة في قطار الشرق السريع" الذي انبثقت فكرتها من رحلتها عبر قطار الشرق من مدينة كاليه مروراً بإسطنبول ومنها إلى حلب لتستقر هناك في فندق البارون وتبدأ بالكتابة في عملٍ يتنقل بين عدة مدن حول المتوسط، والذي صدر عام 1928.
يذكر أن دوبسون عمل أمين مكتبة، ويقدّم العديد من المحاضرات حول سيَر بعض الكتّاب البريطانيين مثل وليام شكسبير وتشارلز ديكنز.