كأنيَّ عجوز هرمة قطعتُ آخرَ المسافة، مصابة باللاشيء، أو ربما مصابة بكل شيء، كأن خطئي الوحيد في الحياة أنني حملتني كما أنا، وعليَّ احتمال ذنوبي وحيدة.
لبستُ عيوبي أثوابا لذا كنتُ كحجر ثقيل وقاسٍ كلما تعثر به أحد، حاول مسرعاً التخلص منه وخارج الطريق رمى به، أو خلتني حجراً ثقيلاً زلَّ به القدر إلى الماء، فاستقر في قيعانهِ.
قالت لي أمي يوما أنها تخاف عليّ ومني، ضحكت كثيراً يومها، كيف تخاف أمٌ لها شجاعة من بنت تتدربُ على الحياة بعد، فهمتها متأخرة، كان يجب أن تقول أني أشبهها، لي قوام النهر وقلب غابة ولي هاجس مجيء البحر إلينا حين لم نصله، فكيفَ يفكر أحد ببناء بيت وسط الموج والملح و أشياء أخرى، كأنَّ ذلكَ بعضُ المستحيل مع المستحيلات الكثيرة التي صرنا نراها تتذلل لنا بعد كل الصبر والمحنة التي نبديها؟
كان يجب أن تقول أني مثلها نزقة بالكيفية التي تجعلني وحيدة وغريبة جداً، وكذلك قريبة أيضاً كلما جررت قلبي البحر، وسرت نحو الغابة حين كانت تهرب مني، فأنتعل قلبي وأركض خلفها بكل ما أملك من محبة في اكتشاف الغامض والمجهول الذي تلفه الرطوبة والظلمة.
كانَ يجب عليكِ أن تعترفي أني أشبههك إلى هذا الحد/ الشفرة، وعليكِ أن تخافي من أجلي وليسَ مني يا زهرةَ الجنوب وزهرة اسم أمي لقد كثرت الذئاب في رأسي وصار أكثر ما يشغلني هذه النافذة السوداء وهي تبتلع ابتسامة النجوم، وتهرّبُ الخوف وأشباهَ الذئاب.
لبستُ عيوبي أثوابا لذا كنتُ كحجر ثقيل وقاسٍ كلما تعثر به أحد، حاول مسرعاً التخلص منه وخارج الطريق رمى به، أو خلتني حجراً ثقيلاً زلَّ به القدر إلى الماء، فاستقر في قيعانهِ.
قالت لي أمي يوما أنها تخاف عليّ ومني، ضحكت كثيراً يومها، كيف تخاف أمٌ لها شجاعة من بنت تتدربُ على الحياة بعد، فهمتها متأخرة، كان يجب أن تقول أني أشبهها، لي قوام النهر وقلب غابة ولي هاجس مجيء البحر إلينا حين لم نصله، فكيفَ يفكر أحد ببناء بيت وسط الموج والملح و أشياء أخرى، كأنَّ ذلكَ بعضُ المستحيل مع المستحيلات الكثيرة التي صرنا نراها تتذلل لنا بعد كل الصبر والمحنة التي نبديها؟
كان يجب أن تقول أني مثلها نزقة بالكيفية التي تجعلني وحيدة وغريبة جداً، وكذلك قريبة أيضاً كلما جررت قلبي البحر، وسرت نحو الغابة حين كانت تهرب مني، فأنتعل قلبي وأركض خلفها بكل ما أملك من محبة في اكتشاف الغامض والمجهول الذي تلفه الرطوبة والظلمة.
كانَ يجب عليكِ أن تعترفي أني أشبههك إلى هذا الحد/ الشفرة، وعليكِ أن تخافي من أجلي وليسَ مني يا زهرةَ الجنوب وزهرة اسم أمي لقد كثرت الذئاب في رأسي وصار أكثر ما يشغلني هذه النافذة السوداء وهي تبتلع ابتسامة النجوم، وتهرّبُ الخوف وأشباهَ الذئاب.
فكرت كثيرا أن أهرب، أن أقفز من سريري وأركض، أن أرمي حجرا ما، وأعيد ترتيب المشهد أعلى سقف غرفتي ومن جديد، ولكني لا أعرف إلى أين؟ هذا القلب ليس لي، ملعون يغني لغابات ليست لي، يخترع موسيقى أنعم من أن أحتمل، يرسم ألوانا أكثر مما أشتهي أو أتخيل شكلي فيها، أنا المرأة المعطوبة أبدا، كيف لقلبي البحر أن يصنع كل هذه الغابات والموسيقى والقهقهات العذبة ووجوه الأطفال الحنونة من دون أن يصاب بلعنة الملح، كيف لي أن أنام بعيدة عن المسامير المزروعة في جسد سريري.
وحده وجهه، وجهه البعيد كوجهكِ يغافل المشهد ودفعة واحدة يبتلع العويل، الموسيقى والغابة الظليلة بأطفالها العصافير، تبدو قاب لمسة وهو يبتسم، يبتسمُ بعمق من بعيد.
أريد رسم حياتي كأنيَّ امرأةٌ من الصلصال، شويت بالنار كثيراً وبالثورات الجديدة، ولم تسقط بهوىَ العابر، أريدُ أن أكونَ ولي ظلٌ يشبه ظلهُ، استمتعي في غيابك الكبير يا أمي، ثمةَ يوم آخر سأعيشهُ معَ النافذةِ التي جاءت بالذئاب.
(تونس)