حصلت نقلة نوعية في السنوات العشر الأخيرة في عالم التغذية، وتحديداً في نوعية الغذاء المعتمد، بحسب اختصاصية التغذية نيفين بشير. فهذه الرغبة في تجربة كل ما هو جديد أمرٌ يميّز فئة الشباب تحديداً، كونهم أكثر ميلاً إلى التغيير، وإلى تخطي كل ما هو تقليدي.
الكينوا والبرغل
تشدد بشير على أهمية الأطعمة التي يتميز بها مطبخنا، وهي شديدة الحرص على التركيز عليها في مركز التغذية الخاص بها. ويأتي البرغل على رأس قائمة الأطعمة الصحية التي يجب التركيز عليها، ولا حاجة للاستعاضة عنه بالكينوا، كما يشاع، لأنه لا يقلّ أهمية. فهو يمتاز بكونه غذاء صحيّاً، يحتوي على نسبة عالية من الألياف، كما أنَّه لا يرفع معدل السكر في الدم، كما يفعل الأرز لدى تناوله. "انطلاقاً من ذلك لا بد من الاستفادة من وجود البرغل في مطبخنا بين الأطعمة الصحية التي يمكن الاعتماد عليها. بدلاً من ذلك، نشهد نقلة في التغذية، وتركيزاً على (الباستا) بشكل أساسي، فيما يعتبر العدس والبرغل أفضل بكثير، كأطعمةٍ صحيّة يمكن التركيز عليها"، تؤكّد نيفين. من جهة أخرى، تشير بشير إلى أن الكينوا كغذاء راج في السنوات الأخيرة بشكل لافت، وتم التسويق له حتى أصبح وكأنه الطعام السحري الذي يصنع المعجزات. وبحسب قولها، قد لا يقل الكينوا أهمية لجهة القيمة الغذائية عن البرغل، فقد يحتوي على المكونات نفسها، إلا أنه يحتوي أيضاً على المزيد من الوحدات الحرارية، إذْ لا يعطي إحساساً بالشبع بقدر ذاك الذي يؤمنه تناول البرغل.
العودة إلى العصائر
ويتم التركيز حالياً على بعض أنواع العصائر والمشروبات الخاصّة للحمية. ومنها تلك التي يصفها بعض اختصاصيي التغذية، لاعتبارها تساعد على خفض الوزن سريعاً. وتتوفر، بحسب بشير، أنواع عديدة من العصائر التقليدية التي يمكن الاعتماد عليها، منها الليموناضة والخلطات التي كانت تحضّر قديماً، فتمزج بين أنواع عدة من الفاكهة، تقول في ذلك: "يمكن تحضير هذه العصائر المفيدة اليوم، لكن بكمية أقل من السكر، لتكون صحية أكثر وتحتوي على معدل أقل من الوحدات الحرارية. ومنها أيضاً عصير التوت الطبيعي الذي يتميز بفوائده التي لا تعد ولا تحصى. فلا مجال للمقارنة ما بين هذه العصائر المحضرة بطريقة صحية، وتلك المعلّبة التي يسوّق لها من مشروبات طاقة، وغيرها من المشروبات التي يروّج لها على أنها تساعد على خفض الوزن سريعاً، وهي تحتوي على مواد ضارة كثيرة لا يمكن الاستهانة بها، إذْ تضرُّ بالكبد وبعمليَّة الأيض".
وقد يتأثر البعض بالحملات التسويقية لبعض الأطعمة، لكن لدى التعرّف عن كثب على ميزات الأطعمة التقليدية الصحية التي يمتاز بها مطبخنا، يصبح الاختيار سهلاً. اليوم، ثمة عودة إلى النظام المتوسطي، لأهمية الأطعمة التي يقدمها من الناحية الصحية، تقول في ذلك: "تثبت الدراسات اليوم أكثر من أي وقت مضى، أنه لا غنى عن النظام المتوسطي، ولا بد من العودة إليه، لاعتباره من أهم الحميات التي يمكن اتباعها نظراً للاطعمة الصحية التي يحتوي عليها وغناها بالفيتامينات والمعادن، إلى جانب كونه يساعد على الحفاظ على الرشاقة بطريقة صحية مُثلى للمدى البعيد".