أصبح التجول في القرى التابعة لبلدة سيد دخيل بمحافظة ذي قار (جنوب العراق) أمراً فيه كثير من الخطورة، بسبب الانتشار المخيف للأفاعي القاتلة التي أزهقت أرواح عراقيين، وبثت الرعب في قلوب آخرين.
ويقول سعيد عجمي الذي يسكن منطقة شط إبراهيم في بلدة سيد دخيل: "إن الأيام القليلة الماضية شهدت وفاة رجلين وامرأة بسبب لدغات الأفاعي"، موضحاً في حديث لـ"العربي الجديد" إن "أفاعي المنطقة من النوع الهجومي تختبئ في الأراضي الزراعية، وتهاجم الضحايا عند الاقتراب منها".
ويضيف إن "هذه المأساة تتكرر كل صيف، ولم تفلح جميع مناشداتنا للسلطات في ذي قار للعمل على معالجة هذا الخطر"، مبيناً إن أغلب حالات لدغ الأفاعي تجري خلال الليل، خصوصاً أثناء عمليات السقي التي ترغم الأفاعي على الخروج من مخابئها.
ويشير عجمي إلى أن "التجول في الحقول أثناء الليل أصبح أمراً خطيراً بسبب الرعب من الأفاعي التي تسببت بوفاة وإصابة عشرات الأشخاص".
ويلقي الحاج فليح حمدون، الذي يسكن قرية النصر الله في سيد دخيل، باللائمة على الدوائر الصحية بالمحافظة، مؤكداً لـ "العربي الجديد" إن ابنة شقيقه البالغة من العمر 13 عاماً تعرضت للدغة أفعى سامة، وبقيت في المستشفى مدة يومين دون حصولها على المصل المضاد، الأمر الذي أدى إلى وفاتها".
ويتابع "الأفاعي تفتك بنا، والإهمال الصحي يقتلنا"، مبيناً أن منطقته أصبحت غير صالحة للعيش خلال الصيف.
مقابل ذلك، يقول الموظف في صحة سيد دخيل، سجاد موسى، "إن علاجات لدغات الأفاعي متوفرة في أغلب الأحيان، لكنها تنفد بعض الأحيان لكثرة حالات اللدغ"، مؤكداً في حديث لـ "العربي الجديد" صعوبة معالجة حالات اللدغ دون توفر المصل الخاص بذلك".
ويشير إلى أن متخصصين أكدوا أن "أفعى سيد دخيل تعد من نوع الحراشف المنشارية"، مبيناً ان هذه الأفاعي مصنفة من ضمن الأفاعي السامة التي تصدر أصواتاً وليس فحيحاً عند الانقضاض على فريستها.
وفي السياق، يقول مدير الصحة في ذي قار عبد الحسين الجابري: "إن مستشفيات المحافظة مستعدة لاستقبال المصابين بلدغة أفعى سيد دخيل"، مبيناً خلال تصريح صحافي إن علاج هذه الحالات من اختصاص أطباء الباطنية المتواجدين في مستشفى بنت الهدى بالنسبة لإصابات الأطفال.
ويضيف "أما بالنسبة للمصابين الكبار فيتم استقبالهم في وحدة العناية المركزة في مستشفى الحسين التعليمي"، موضحاً إن الظروف الاقتصادية الحالية تحول دون افتتاح مركز تخصصي بهذا الشأن، والذي يتطلب كثير الإمكانيات المادية والكوادر التخصصية.
وكانت دائرة البيئة في محافظة ذي قار طالبت في وقت سابق باستحداث مركز تخصصي للمصابين بلدغة "أفعى سيد دخيل"، موضحة أن الفترة الماضية سجلت نشاطاً للأفاعي قرب الحقول ومنازل المواطنين مع الارتفاع في درجات الحرارة.