أفادت مصادر قبلية بمقتل متظاهر، على الأقل، في احتجاجات نظّمها المئات في إقليم غزنة، جنوب أفغانستان، ضدّ الجيش القبلي الموالي للحكومة والجيش الأفغاني.
وندّد المتظاهرون الغاضبون بأعمال التعذيب والقتل، التي يتعرّض لها القبليون منذ فترة، على أيدي عناصر الجيش القبلي في مختلف مناطق الإقليم، وآخرها مقتل ثلاثة مواطنين، على الطريق الرئيسي بين غزنة وبكتيكا، التي قاموا بقطعها، مطالبين الحكومة باتّخاذ إجراءات فورية بهذا الشأن.
وفي حين قال الجيش القبلي إن القتلى مسلحو "طالبان"، أكّدت القبائل أنهم مواطنون، قتلهم الجيش القبلي من دون التحقيق معهم.
وأنهى المتظاهرون تحرّكهم، بعد مفاوضات مع نائب حاكم الإقليم، محمد علي أحمدي، الذي وعدهم بمحاكمة المتورّطين في قتل القبائل وتعذيبهم. وأكّد أحمدي أنّ الداخلية الأفغانية والسطات المعنيّة ستفتح تحقيقاً في الموضوع، وستتّخذ الخطوات اللازمة.
وقد هدّد المتظاهرون وزعماء القبائل بمواصلة الاحتجاجات إذا استمرّ الأمر على ما هو عليه، وإذا لم تتّبع الحكومة خطوات لازمة وفورية، ضد الجيش القبلي والمتورطين في أعمال العنف ضد القبائل.
وفي هذا السياق، اتّهم زعماء القبائل عناصر في الجيش الأفغاني والشرطة المحلية بالاشتراك مع الجيش القبلي، في أعمال قتل وتعذيب المواطنين. ولفت الزعيم القبلي، محمد أشرف، إلى أنّ الجيش القبلي قتل خلال أيام ماضية، بمساندة قوات الجيش والشرطة، عشرة مواطنين، وأسر عشرات، تمّ الإفراج عنهم بعد تعرّضهم للتعذيب والضرب.
بدوره، أشار زعيم قبلي، لـ"العربي الجديد"، إلى أنّ عناصر الجيش القبلي تقوم بخطف المواطنين، وخصوصاً التجّار والأثرياء، وتفرج عنهم مقابل مبالغ ضخمة، وإلى أنّ الأمر يحصل بالتواطؤ مع عناصر الجيش والشرطة، مضيفاً أنّ عناصر الجيش، تداهم أحياناً منازل القبائل، وتنهب أموالهم.
وكان الرئيس الأفغاني، أشرف غني أحمد زاي، قد طلب من الجيش الأفغاني والقوات المسلحة، أمس الأربعاء، خلق علاقة وطيدة مع الشعب الأفغاني، لأنّ مهمته الأساسية، هي توفير الأمن وحماية المواطنين، ولا يمكن تحقيق ذلك من دون تعاون الشعب والقبائل.