وأوضح المسؤول، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن "الاقتحامات المتوقعة خلال احتفالات المستوطنين بما يسمى "عيد المظلة" قد ترفع أعداد المقتحمين إلى بضعة آلاف، ما يعد تطورا خطيرا للغاية".
وكان مركز معلومات واد حلوة، وهو هيئة مقدسية ترصد انتهاكات الاحتلال في القدس وضد الأماكن المقدسة، أشار إلى أن ما مجموعه 2114 مستوطنا كانوا قد اقتحموا الأقصى خلال شهر سبتمبر/ أيلول المنصرم، وترافق ذلك مع إصدار نحو 12 أمر إبعاد عن المسجد الأقصى والقدس لمقدسيين، بينهم عدد من المرابطات.
وصرّح رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس، الشيخ عكرمة صبري، لـ"العربي الجديد"، بأن "ما شهده الأقصى أمس واليوم، يثبت صحة ما نقوله ونحذر منه دائما عن طبيعة وحجم الأخطار التي يتعرض لها مسجدنا"، متابعا: "لقد وصلنا إلى وضع لا يمكن السكوت عليه، وعلى الأمة قاطبة أن تتحمل مسؤولياتها".
في السياق ذاته، نبّه بيان لمجلس الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية، والهيئة الإسلامية العليا، ودار الإفتاء الفلسطينية، ودائرة الأوقاف الإسلامية بالقدس الشريف، صدر ظهر اليوم، ووصلت نسخة منه لـ"العربي الجديد"، إلى خطورة الاقتحامات الكثيفة للمستوطنين أمس واليوم، واصفة إياها بأنها "تصعيد لا يمكن وصفه".
وذكر البيان أنه "في الوقت الذي تُحيي فيه دائرة الأوقاف الإسلامية الهبّة الجماهيرية لحماية الـمسجد الأقصى المبارك في يوليو/تموز الماضي، وتُحيي وتقدر كل الجهود الخيرة التي بذلت من قبل الحريصين والمهتمين والمتابعين لشؤون المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، فإن الأوضاع الحالية التي يمرّ بها الـمسجد الأقصى الـمبارك/ الحرم القدسي الشريف وصلت حدّا من الخطورة في تكثيف اقتحامات المتطرفين اليهود، من حيث التصعيد ما لا يمكن وصفه، أو مقارنته بما مضى من أوضاع ومخاطر مرّ بها المسجد قبل ذلك".
وأكدت الهيئات الموقعة على البيان أن "المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف هو مسجد إسلامي، ويهم كل مسلم على وجه هذه البسيطة، ومسؤولية حمايته والدفاع عنه هي مسؤولية الأمة العربية والإسلامية، حكاما ومحكومين، ولا يمكن إعفاء أحد من هذه المسؤولية العقائدية الدينية، وسيكتب التاريخ على صفحاته من قام بواجبه ومن فرّط وقصّر".
وأضاف البيان أن "من ساهم بالتخفيف عن المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف، وكسب هذا الشرف العظيم، عليه أن يتحرك الآن وقبل فوات الأوان، فالأقصى مستباح من قبل المتطرفين اليهود، بحماية الشرطة الإسرائيلية، وبدعم من الحكومة الإسرائيلية".
وأهاب بيان الهيئات بـ"جماهير الشعب الفلسطيني ومؤسساته معاودة الالتفاف حول المسجد الأقصى المبارك/الحرم القدسي الشريف في هذا الظرف الحالي، حيث ما يمرّ به يُعتبر مقدمة تسعى لفرض وقائع جديدة في ظل أجواء تتحدث عن تسوية قادمة ومصالحة قائمة"، لافتة النظر إلى "تراجع خطير في المؤسسات الدولية وطعن في الجهود، وخاصة في منظمة اليونسكو من قبل بعض الدول، مما يشجع الاحتلال على الاستمرار في برنامجه التهويدي تحت غطاء أن علاقات الكيان الصهيوني مع بعض الدول في أحسن حالاتها وأوضاعها".
وختم البيان بدعوة الفلسطينيين إلى "شد الرحال إلى المسجد الأقصى الـمبارك/الحرم القدسي الشريف".