فيما تتجه الأنظار نحو الرياض وسوتشي، وما يطلق عليه "خطة حل روسية"، يعول الأكراد السوريون، أو على الأقل الأحزاب والحركات التي نشطت في قتال تنظيم "داعش" الإرهابي شمال البلاد، على موسكو لمنع الصدام مع قوات النظام السوري، ولأجل حل يقوم على الفيدرالية.
هذا على الأقل ما ذهب إليه المسؤول الجديد في مليشيات "قوات سورية الديمقراطية"، إذ ذكر القائد الجديد لحزب "الاتحاد الديمقراطي" الكردي، شاهوز حسن، المنتخب بدل صالح مسلم، في حوار مع صحيفة "إنفارمشيون" الدانماركية، توبياس هاوماند، أنه "يجب أن يكون الآن هناك حوار ومفاوضات أكثر، وإلا سيقع الصدام (مع قوات النظام)".
واعتبر أن "الحل السياسي بات ضرورة ملحة لسورية، والأمور لا يمكن أن تعود إلى الوراء قبل أن تندلع الأزمة والصراع في البلد".
التعويل الكردي على روسيا يبدو واضحا في كلام القيادي الكردي مع "إنفارماشيون"، ويقول "جرت مؤخرا مفاوضات مع الروس، وقمنا بتسليمهم المقاتلين الروس في صفوف "داعش"، ونتوقع منهم أن يساعدوا في خلق فيدرالية في سورية. الروس بنظرنا يريدون أن يعملوا كحلقة وصل بيننا وبين دمشق لمساعدتنا، ونؤيد رغبتهم تلك".
ونفى القيادي الكردي "أي تواصل مباشر مع النظام السوري"، مضيفاً "ما يقوم به الروس هو تأمين وجود حوار بيننا وبين دمشق، بحيث يفهم النظام أنه لا يمكن العودة إلى الماضي لفترة ما قبل الحرب، فهناك بعض الأشياء التي نرغب في تغييرها في الحل المقترح، ومنها التوجه نحو نظام فيدرالي ديمقراطي".
وفي ما يتعلق بالخيبة الكردية في شمال العراق على إثر الاستفتاء على الانفصال، واستعادة الحكومة المركزية لمناطق سيطرة الأكراد، وتأثير ذلك على أكراد سورية وإمكانية عودة قوات النظام إلى الأسلوب نفسه، يقول القائد الجديد لحزب "الاتحاد الديمقراطي" "لا يمكن مقارنة وضع الحكم الذاتي الكردي في العراق المبني على فكرة الدولة الوطنية واستقلال الأمة، مع الوضع الكردي في سورية".
ويشير إلى أن رؤية الأكراد، تستند إلى "تعددية شعوب سورية، وطلب بنية فيدرالية، فواقع العراق أن حكومته معترف بها دوليا، وبالأخص من الولايات المتحدة الأميركية، وهذا أمر لا يسري على حكومة النظام السوري. إذن هنا (في سورية) يتوجب على أطراف عدة التفاوض، وبالتالي هامش المناورة أمام نظام دمشق يضيق".
وعن العلاقة مع روسيا، قال "السياسة الروسية تجاه الأكراد السوريين كانت مستقرة إلى حد معقول. لقد قالوا دائما إنهم مع حقوق الأكراد، وهم يؤيدون حلا سياسيا يقوم على الكونفدرالية بدرجة أو أخرى. هم يحاولون أن يلعبوا دور الضامن لتحقيق أهدافنا، وهم قالوها صراحة إنهم يقفون في الوسط بيننا وبين دمشق".
ورداً على سؤال بشأن من سيحكم الرقة، قال "سكان الرقة بأنفسهم سيتحكمون بمدينتهم، وسيختاورن من خلال جمعية عمومية مجلس حكمهم الخاص في المدينة.. هذا يحتاج إلى وقت لكي يكون الأمر ديمقراطيا".