وقال الحزب، الذي أمضى ثلاثة عقود يقاتل من أجل حكم ذاتي لأكراد تركيا، في بيان نشره على موقعه الإلكتروني، إنّه "يتعيّن على شبان شمال كردستان (جنوب شرق تركيا)، التوجه إلى كوباني (عين العرب) والمشاركة في المقاومة التاريخيّة والمشرّفة".
وتأتي محاولات أكراد سورية للتعاون مع الأميركيين، في وقت تدرج كل من الولايات المتحدة وتركيا، حزب "العمال الكردستاني" ووحدات "حماية الشعب الكردية" التابعة له، ضمن القائمة السوداء للجماعات الإرهابيةّ.
وذكرت صحيفة "الفاينشيال تايمز"، أنّ مساعي الأكراد من أجل دور أكبر، تبدو قابلة للتحقّق، نظراً إلى الخيارات الصعبة التي تواجه القوات الأميركيّة، في وقت تستعدّ فيه لتوجيه ضربات عسكرية محتملة في سورية، بموازاة الضعف الكبير الذي تعاني منه قوات المعارضة المعتدلة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الأكراد، هم أكبر مجموعة عرقيّة في العالم لا دولة لهم، وهم يعيشون في مناطق تمتد إلى سورية وتركيا والعراق وإيران. ويأمل الأكراد السوريون أن يضمن الوضع المتصاعد لهم، شكلاً من أشكال الحكم شبه المستقل، على غرار ذاك الذي يتمتّع به الأكراد في كردستان العراق، والتي تعدّ الآن شريكاً رئيساً للولايات المتحدة في حربها ضد "داعش".
ويبذل المقاتلون الأكراد السوريون، وفق الصحيفة، أقصى ما بوسعهم، للتماشي مع المقاتلين الأكراد العراقيين أو "البشمركة" والمتمردين العرب السوريين. كما يجري قادتهم العسكريون محادثات غير رسميّة ويتواصلون مع القوى الغربيّة من خلال وسطاء.
وأوضحت الصحيفة أنه قد تكون تلك التحالفات غير المباشرة مثاليّة بالنسبة للقوى الغربية، وبرغم أنّ إمكانياتها وأسلحتها محدودة، لكنّ القوات الكرديّة السوريّة أصبحت أكثر جماعة ناجحة وفعالة في محاربة "داعش".
وقال المتحدث الرسمي باسم "وحدات حماية الشعب"، ريدور خليل، للصحيفة: "لقد حاربنا (داعش) وحدنا منذ أكثر من عامين، ولدينا العديد من الخبرات، وأظهرنا للعالم أننا نستحق أن نكون شركاء في تلك الحرب"، مضيفاً: "لكن للأسف الآن فقط لاحظَنا العالم، ونحن لا نريد فقط علاقات أوثق ولكن نريد خطة لشنّ الحرب".
وأشارت الصحيفة، إلى أنه برغم أنّ الأكراد السوريين يدّعون أنهم يعارضون نظام الرئيس بشار الأسد، لكنّ ثمّة تقارير تفيد بأنّهم قد ينسّقون مع قواته في الحرب ضد "داعش".
وفي السياق ذاته، قال منتقدو القوات الكردية السورية إنها لن تكون أبداً شريكاً حقيقياً بسبب اعتراضات تركيا، التي خاضت حرباً مستمرة لعقود، ضدّ حزب "العمال الكردستاني"، وترفض تسليح المنظمة الشقيقة.
من الناحية القانونية، لا يمكن للولايات المتحدة العمل بشكل مباشر مع "وحدات حماية الشعب"، بسبب صلاتها بحزب "العمال الكردستاني" الموجودة على القائمة السوداء للجماعات الإرهابية. ومن وجهة نظر الصحيفة، فقدت أنقرة الكثير من نفوذها، بعد أن انتقدت على نطاق واسع، لفشلها في وقف حركة المقاتلين الأجانب، من تركيا إلى سورية للانضمام إلى "داعش".
من جهته، أوضح الأستاذ في جامعة ليهاي في بنسلفانيا، هنري باركي، أنّ تعقيدات القيام بحملة في سورية قد لا تتطلّب علاقات متقدّمة على أرض الواقع.
ومع ذلك، تعمل القوات الكرديّة جاهدة، لإدارج نفسها في عمليّة القضاء على "داعش". ففي شمال غرب سورية، شكّلت القوات الكردية المتحالفة مع الوحدات المتمردة المعتدلة غرفة عمليات مشتركة لحملة مشتركة يطلق عليها "بركان الفرات".
أما في شرق سورية، معقل "داعش" الأكثر رسوخاً، فقد انضمت العديد من القبائل العربية إلى الأكراد، بما في ذلك قبيلة شمر، وهي واحدة من أكبر القبائل في البلاد.