دفع الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، الذي تعرض لخسائر فادحة جراء استهداف العملية الجوية لعاصفة الحزم مواقع تدين له بالولاء، بورقة القاعدة في محافظة حضرموت بهدف تصعيد الوضع الأمني، وإرباك المقاومة الشعبية في المحافظات اليمنية الجنوبية.
ويسعى صالح إلى ضمان نفوذه داخل المؤسسة العسكرية وتوظيفها كأوراق سياسية وعسكرية في مستقبل ما بعد انتهاء معارك التحالف العربي الجوية، والبرية المحتملة. مصدر عسكري يمني قال لـ "العربي الجديد" إن صالح وجه قوات عسكرية من الحرس الجمهوري الموالي له، وأمرها بالانسحاب تدريجياً من المعارك التي يخوضها مع مسلحي جماعة الحوثيين في المحافظات الجنوبية.
وأشار المصدر، الذي انشق من صفوف القوات الموالية لصالح وتحفظ عن كشف اسمه، أن تلك القوات نجحت خلال المعارك العسكرية الأخيرة في نقل معدات وأسلحة عسكرية نوعية، وقامت بوضعها في مخازن سرية آمنة يصعب قصفها من قبل قوات التحالف العربي.
وأوضح المصدر أن صالح يعمل على إعادة ترتيب أوراقه، التي تساقطات خلال الأزمة الأخيرة، موضحاً أنه خطط خلال عمليات عاصفة الحزم العربي التي تقودها المملكة العربية السعودية على مواقع عسكرية موالية له، للحفاظ على ما تبقى من قواته العسكرية، التي يمكن أن يعود من خلالها لممارسة ألاعيبه السياسية.
كما ذكر المصدر أن معظم المعسكرات التي أعلنت تأييدها للرئيس عبد ربه منصور هادي رئيساً شرعيا لليمن، قامت بذلك كجزء من خطة للرئيس المخلوع، لتجنب استهدافها من قبل غارات التحالف العربي، مؤكداً أن صالح وجه معسكرات في تعز لإعلان تأييدها للشرعية التي يخوض التحالف العربي معارك جوية من أجلها، بالإضافة إلى قوات عسكرية أخرى اتفقت مع نجله أحمد على أن تلزم الحياد خلال معارك الصراع السياسي في اليمن.
وتندرج خطوة صالح، حسب نفس المصدر، لضمان بقاء قواعد عسكرية موالية له بهدف خلق أزمات وزعزعة استقرار تعز التي لازالت حتى الآن تعيش هدوءاً حذراً. وأوضح المصدر أن معظم المعسكرات الموالية له وتساند الحوثيين في تعز نقلت الكثير من عتادها وأسلحتها العسكرية إلى ألوية المعسكرات التي أيدت شرعية الرئيس هادي، مشيراً إلى أن صالح لازال وفق الترتيبات التي قام بها قادراً على خوض حروب جديدة في المستقبل.
في المقابل، قالت مصادر مطلعة إن جماعة الحوثيين جندت المئات من عناصرها وتم توزيعهم ضمن معسكرات الجيش المؤيدة لهادي في محافظة تعز، ومحافظات أخرى. وأوضحت أن جماعة الحوثيين أسست غرفتي عمليات جديدة في محافظة تعز لإدارة معركة قادمة في اليمن تكون تعز فيها معقل في إدارة العملية.
وتأتي تحركات علي عبد الله صالح لإعادة ترتيب أوراقه السياسية والعسكرية عقب الانشقاقات التي شهدها حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يترأسه، بعد أن وصلت حدتها إلى تصدعات في صف القيادي الأول للحزب بسبب كثرة أخطاء صالح المميتة، والتي أدت إلى انغماس وتورط الحزب في الأزمة اليمنية بشكل معلن.
وأكد مصدر في حزب المؤتمر الشعبي العام في تعز صحة الخلافات الناتجة عن مواقف الحزب السياسية، موضحاً أن انشقاق قياديين في الحزب هما، رئيس البرلمان اليمني يحيى الراعي، وأحمد عبيد بن دغر، وزير الاتصالات ونائب صالح في رئاسة الحزب، فيما تمكن هذا الأخير من الفرار إلى سلطنة عُمان.
اقرأ أيضاً: "عاصفة الحزم" تقطع إمدادات الحوثيين وهادي يقيل قادة عسكريين