ألحان سورية بيروتيّة

فرقٌ سورية عديدة شقّت طريقها في الوسط الفني اللبناني، خلال السنوات الأخيرة، وما ميّزها هو هويتها. ولكنّ المشهد الموسيقي السوري بخير رغم الحرب، فالسلاح الفنّي ما زال الأقوى. فرقٌ عديدة تنوّع أداؤها وجدت نفسها في بيروت.

هاني السواح، الملقّب بـ"السيد درويش"، مغني راب من حمص، بدأ مسيرته بأداء الراب عام 2006، بسبب نفوره من النظام السوري. ومع انطلاق الثورة، انتشر اسمه كواحدٍ من أشهر مغنيي الراب في الوسط الفني السوري. انتقل إلى بيروت وتعاون مع عدد من الفنانين، ومنهم مغني الراب اللبناني، مازن السيّد، الملقب بـ"الراس".

طنجرة ضغط
تحت الضغط النفسي والاجتماعي والسياسي، تأسّست فرقة طنجرة ضغط في سورية عام 2006. لكن توجّه موسيقى الفرقة كان ينحصر في الروك والجاز آنذاك. اختلف الأمر مع بداية الثورة السورية لتتغيّر هوية الفرقة الفنية. لكن أعضاء الفرقة لا يحدّون أعمالهم بالسياسة فحسب، بل يقولون إنها تتمحور حول الإنسانية، فالحرب بالنسبة لهم عبثية.

من الارتجال والمزج بين الموسيقى الشرقية والفلامينكو والموسيقى الغجرية والكلاسيكية، تأسست فرقة "الصعاليك"، مع انتقال أحمد نفوري إلى لبنان عام 2013. ولأن بيروت هي الأكثر انفتاحاً في التنوع الموسيقي والفني، وجد أعضاء الصعاليك أن بضع حلقات من العزف الارتجالي يمكنها أن تطوّر فكرة الفرقة المازجة، لأنواعٍ موسيقية متعددة. والصعاليك هم جماعة من العرب عاشوا في العصر الجاهلي وثاروا على قبائلهم. أمّا أغاني الفرقة فلا تخلو من السياسة التي هي جزءٌ لا يتجزّأ من كل ما يتعلّق بسورية اليوم.

هالو سايكاليبو
ينحدر سامر صائم الدهر من ثقافة شرقية، ويقوم بمزج تلك الموسيقى الفولكلورية العربية بسلاسةٍ وبشكلٍ مدروس مع الموسيقى الإلكترونية "Psychedelic Electronic"، مُنتجاً لوناً موسيقياً جديداً يسميه "الإلكترو- طرب". يختبر المستمع بذلك نوعاً جديداً من موسيقى العصر الجديد يتميّز بمزج الحاضر بالماضي: كأن تستمع لأغاني أم كلثوم على أنغام إلكترونية، من دون أن يقلل ذلك من قيمة النمطين الموسيقييْن.

خبز دولة
في الشام مقولةٌ عن الخبز التابع للأفران الحكومية وهي: "خبز دولة". وتيمّناً بتلك العبارة، سُمّيت الفرقة، ما يعني أن موسيقى وألحان وكلمات "خبز دولة" تُمثّل كل طبقات المجتمع المُطالبة بالأمان والعيش الكريم في دولة كريمة ومستقلة. تتنوع أنماط الفرقة بين الروك التجريبي والسايكاديليك روك الإلكتروني الذي تُستعمل فيه تقنيات "المزج اللحني" لتُصنّف موسيقى هذا الفريق بالمستقلة. تأسّس المشروع في الشام أواخر عام 2012، وكان يضم شخصاً واحداً يعزف الغيتار ويغني. ولاحقاً اكتمل الفريق في بيروت وأصبح يضم خمسة موسيقيين.