بدأ وفد ألماني رفيع االمستوى، بقيادة وزير الطاقة والاقتصاد ونائب المستشارة الألمانية، سيغمار غابرييل، اليوم الإثنين، لقاءاته الرسمية مع المسؤولين الإيرانيين لبحث تطوير التعاون الاقتصادي والتجاري بين البلدين فور رفع العقوبات عن طهران.
ويتكون الوفد الألماني، الذي وصل أمس الأحد إلى طهران، من نحو 60 شخصية موزعة بين مسؤولين ورجال أعمال.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن غابرييل قوله إن بلاده جاهزة للاستثمار في القطاعات التي تحتاجها إيران، مؤكداً على رغبة الشركات الألمانية المرافقة له بالبدء عملياً بتطوير هذا التعاون.
وقال إن "التوصل لاتفاق نووي مع الغرب سيكون مقدمة لتهيئة الظروف المناسبة" لهذا التعاون.
لكنه أشار إلى وجود عراقيل تعيق البدء في تنفيذ هذه المشاريع، على رأسها عدم قدرة إيران على تأمين مصادرها المالية، ووجود مشاكل مصرفية ومالية ترتبط بالعقوبات المتوقع رفعها قريباً.
وركز غابرييل على الحاجة إلى مشاريع متعددة في قطاعي السيارات والطاقة.
وأضاف: "في غرفة التجارة المشتركة بين البلدين أكثر من 2000 شركة كلها ترغب في استئناف هذه العلاقات، والعودة إلى معدل تبادل تجاري وصل سابقاً إلى 2.4 مليار دولار قبل أن يتراجع بفعل الحظر المفروض على إيران بسبب برنامجها النووي".
وفي حين قال إن بلاده غير جاهزة حالياً للبدء في تصدير منتجاتها إلى إيران، كشف عن اهتمام برلين بنقل التكنولوجيا إلى السوق الإيرانية، داعياً إلى "عقد المزيد من الاجتماعات بين الطرفين، وهو ما سينعكس إيجاباً على حياة الإيرانيين أنفسهم"، حسب تعبيره.
من جهته، قال المدير المسؤول عن غرفة التجارة والصناعة الإيرانية الألمانية، دانييل برنبنك، إن بلاده جاهزة لتصدير بضائع إلى إيران بقيمة 5 مليارات يورو (5.42 مليارات دولار) فور إلغاء العقوبات، مؤكداً وجود "نية حقيقية لتطوير المشاريع المشتركة".
وفي اجتماع اللجنة المشتركة بين البلدين، قال وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، إن بلاده جاهزة لاستقبال الشركات الأوروبية، معلناً عن قرار عقد الاجتماع الخامس للجنة الإيرانية الألمانية المشتركة بنهاية الصيف الحالي.
وشدد على أنه "لن يتم توقيع أي اتفاقيات تعاون بين هذا الوفد وإيران خلال هذه الزيارة التي ستستمر لثلاثة أيام"، قبل أن يضيف: "ما سيحدث هو الاتفاق على صورة عمل مشترك للفترة المقبلة أي بعد حل المسائل المصرفية والمالية المتعلقة بالبلاد"، على حد قوله.
ونقلت المواقع الرسمية الإيرانية عن زنغنه قوله إن ألمانيا أبدت رغبة في الاستثمار في قطاع النفط الإيراني، مؤكداً أن بلاده ستعمل على الاستفادة من هذه الظروف لتحقيق نمو اقتصادي بنسبة 8%.
من جانبه، أكد وزير الطاقة الإيراني، حميد تشيت تشيان، بعد لقائه مع الوفد الألماني، أن التعاون المشترك في قطاعات الطاقة والمياه سيبدأ قريباً.
وتابع: "إيران تعمل على تطوير منشآت جديدة لإنتاج الطاقة الكهربائية والاستفادة من منابع المياه وتكريرها وتحليتها، فضلاً عن الرغبة في توقيع عقود تتعلق باستيراد التكنولوجيا الألمانية".
إلى ذلك، قالت وكالة أنباء مهر الإيرانية إن الوفد الألماني ناقش مع المسؤولين الإيرانيين خططاً لتطوير التعاون والاستثمار في القطاعين النفطي والبتروكيماوي.
اقرأ أيضاً: مستثمرون أجانب في إيران يسعون للاستفادة من الاتفاق النووي