وتورّط نائب المستشار النمساوي هاينز كريستيان شتراخه في قضية فساد، بعدما أظهره مقطع فيديو وهو يناقش عقوداً حكومية مع قريبة مستثمر روسي مقابل تقديم دعم انتخابي لحزبه.
أما الحزب الاشتراكي الديمقراطي، وعبر وزيرة العدل في الحكومة الاتحادية والمرشحة الرئيسية عن الحزب للانتخابات الأوروبية كاترينا بارلي، فاعتبر أن "فضيحة المسؤول النمساوي أظهرت أي نوع من الناس يمكن أن يصل إلى السلطة، وبالنسبة للأطراف الأخرى هذا تحذير بعدم العمل مع هذه الجماعات والحركات، وعلى المستشار النمساوي أن يستخلص الاستنتاجات الصحيحة وينهي ائتلافه"، وفق ما ذكرت صحيفة "بيلد".
من جهتها، دعت زعيمة الاشتراكي الديمقراطي، أندريا ناليس، المستشار النمساوي سيباستيان كورس إلى إنهاء الائتلاف الحكومي مع اليمينيين الشعبويين، مضيفة في النمسا: "يجب أن تكون هناك انتخابات جديدة. استقالة زعيم الحزب اليميني ليست كافية".
بدوره، رأى المرشح عن حزب الشعب الأوروبي للمفوضية الأوروبية مانفريد ويبر أن التطورات الأخيرة في النمسا تؤكّد ضرورة أخذ مسافة من اليمينيين الشعبويين. وذكر من زغرب، حيث سيشارك مع المستشارة في فعالية انتخابية، أنه أفصح منذ فترة طويلة ولعدة مرات أن المتطرفين من اليسار واليمين الشعبوي ليسوا حلاً.
أما انغريت كرامب كارنباور، زعيمة حزب المستشارة ميركل، فقالت في تصريح لها إن الفيديو "يظهر أن اليمينيين الشعبويين في أوروبا، وبغض النظر في أي بلد، على استعداد لبيع مصلحة بلدهم من أجل مصلحتهم الخاصة، ولذا لا يسمح لهؤلاء بتحمّل المسؤولية في أوروبا".
من جانبه، انتقد روبرت هابيك، زعيم حزب الخضر، المستشار كورس لمشاركته الحكم مع شريك يميني شعبوي، وصرح أنها "فضيحة أن يستمر الحزب الحاكم في النمسا مع حزب شعبوي يريد أن يخضع الصحافة سياسياً".
وفي هذا الشأن، يعتبر خبراء في الشؤون الأوروبية أن اليمين الشعبوي في أوروبا الآن وقبل الانتخابات الأوروبية يهدّد بتحول التكتل لصالح اليمين المناهض لأوروبا، وتخطط أحزابه لأن تحصل على ربع أو ثلث المقاعد في البرلمان الأوروبي، وإذا ما تمكّنت من حشد قوتهم قد تصبح ثاني أكبر قوة خلف حزب الشعب الأوروبي، وذلك بانضمام أحزاب أخرى مثل حزب الشعب الدنماركي وحزب الفنلنديين وغيرهما.
إلى ذلك، اعتبر الخبير الأوروبي يانيس إيمانويلديس، بحسب ما ذكرت "دويتشه فيله"، أن تشكيلة البرلمان الجديد ستُجبر المسيحيين الديمقراطيين والاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين والخضر على العمل ضمن تحالف كبير، وأن الاتحاد الأوروبي بعد يوم الانتخابات لن يحرز تغيراً كاملاً في التوجه. وأضاف: "لن نعايش سطواً معادياً على الاتحاد الأوروبي. يجب النظر إلى ذلك بروح نقدية، ولكن لا يجوز المبالغة واتخاذ موقف سلبي. فالاتحاد الأوروبي برهن في السنوات الماضية على قوة مقاومة كبيرة. وهذا ما سيكون عليه الحال أيضاً في المستقبل".
أما الباحث السياسي هنس فورلاندر، وأستاذ مادة النظرية السياسية وتاريخ الأفكار في جامعة دريسدن، فاعتبر أخيراً، في مقابلة مع "دويتشلاند فونك"، أن الشيء الوحيد الذي يوحّد الحركات والأحزاب الشعبوية في أوروبا هو رفضها الاتحاد الأوروبي، وستكون لهم أفكار مختلفة تماماً حول ما ينبغي أن يكون عليه مستقبل أوروبا، لأن هناك حركات واستراتيجيات مختلفة للغاية بين أطياف اليمين الشعبوي في أوروبا، فحزب البديل في ألمانيا يتميز مثلاً برفضه القوي لجميع أفكار إصلاح اليورو، فيما (الليغا) في إيطاليا مقتنع بأن مشاريع إصلاح اليورو شيء جيد مع الحماسة لتخفيف قواعد الديون الأوروبية، علماً أن حكومة ماتيو سالفيني في روما رفعت الدين العام بشكل كبير بسبب وعود انتخابية باهظة الثمن.
إلى ذلك، تطفح الاختلافات في المواقف تجاه روسيا وهو ما بيّنه السياسي التشيكي والمرشح الرئيسي للانتخابات الأوروبية يان زهراديل، وهو الذي يعتبر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشعر بشهية إمبريالية جديدة، وأبدى عدم اهتمامه بفكرة الحلف التي يمهّد لها يورغ مويتن وماتيو سالفيني، قبل أن يضيف، وفق ما بيّنت "إيه آر دي"، أن حزبه لا يريد الدخول في أي فصيل جديد، ومن غير الحكمة حل علامتنا لنصبح جزءاً من علامة جديدة غير محددة وغير موجودة.