ألمانيا ومواجهة التهديدات الإرهابية: إجراءات أمنية مكثفة ومداهمات

18 نوفمبر 2015
ألمانيا عززت إجراءاتها بعد أحداث باريس (Getty)
+ الخط -

تواصل أجهزة الأمن الألمانية عمليات الرصد والمراقبة، التي شهدت تكثيفا وتشددا، بعد أحداث باريس الجمعة الماضية، وكان آخرها المداهمة التي نفذها عناصر الشرطة لمركز إيواء للاجئين في مدينة روستوك (شمال البلاد)، بعد معلومات عن وجود أحد المشتبه بهم في أحداث باريس بداخله، من دون أن تسفر عن نتيجة.


وفي غضون ذلك، تم تعزيز الإجراءات الأمنية حول مراكز إيواء اللاجئين ومحطات القطارات وملاعب كرة القدم، في ظل حرص الاتحاد الألماني لكرة القدم، على أن تستكمل بطولة الدوري بشكل طبيعي مع نهاية الأسبوع، بحسب ما أعلن أخيرا.

وكانت وزارة الداخلية الألمانية قد اتخذت قرارا، أمس الثلاثاء، بإلغاء المباراة الودية التي كانت ستجمع منتخبي ألمانيا وهولندا لكرة القدم في مدينة هانوفر (شمال)، بناء على تهديدات جدية وصلت إلى أجهزة الأمن الألمانية من جهاز المخابرات الفرنسي.

وقد عمدت أجهزة الأمن في المدينة إلى القيام بعمليات بحث عن مشتبه بهم، من دون أن يتم إلقاء القبض على أحد، علما أن المعلومات كانت قد أشارت إلى أن إرهابيا كان ينوي تفجير نفسه داخل الملعب، كما تحدثت عن وجود قنبلة في محطة القطارات الرئيسية.

من جهته، طالب رئيس المخابرات، هانز جورج ماسن، باعتماد إجراءات منظمة في طريقة دخول اللاجئين إلى البلاد، كتدبير احترازي، خوفا من اندساس متطرفين بينهم.

في المقابل، كانت هناك بعض الردود الرسمية على تلميح البعض أو الربط بين الإرهابيين واللاجئين، وهذا ما عبر عنه وزيرا الدفاع والداخلية اللذان طالبا الجميع بعدم التسرع، وضبط النفس إزاء الخلط بين الجهتين، وعدم التحريض ضد اللاجئين، والادعاء بأن استقبالهم يشكل خطرا على البلاد.

في حين أشار مراقبون إلى أن اللاجئين تركوا ديارهم خوفا من الإرهاب، موضحين أن منفذي الاعتداءات يحملون الجنسيات الأوروبية، وكانوا نشأوا وترعرعوا وتلقوا الثقافة والتعليم في الربوع الأوروبية، وهنا يجب التركيز على هؤلاء المتطرفين الذين غادروا إلى مناطق النزاعات وعادوا أخيرا إلى بلدانهم، وبالطبع هؤلاء الأشخاص لم يعودوا من تركيا أو غيرها من دول العبور بواسطة زوارق مطاطية، إنما استخدموا جوازات سفرهم الأوروبية واستقلوا الطائرات ووصلوا عبر المطارات الأوروبية وعوملوا معاملة المواطن الأوروبي.

ويؤكد خبراء في الإرهاب أن هؤلاء الإرهابيين أصبح لديهم "بروفايلات" وتكتيك جديد في أوروبا، يقوم على اعتمادهم على تنفيذ العمليات الانتحارية بواسطة أحزمة ناسفة، واستخدام التقنيات الحديثة في التواصل والتحضير، وهذا ما يتطلب الكثير من المقومات، منها اللغة، والأمور اللوجستية، والمال، ومعرفة طبيعة الأرض، وهذا ما لا يتوفر لدى اللاجئ.

اقرأ أيضا: من هو العقل المدبر لهجمات باريس عبد الحميد أباعود؟

المساهمون