في أحد المعابد الهندوسيّة في العاصمة الماليزيّة كوالالمبور، ينفخ هذان الشابان في المسحوق الأخضر، بينما سبق وتَلوّن وجهاهما وشعرهما بالأصفر والأحمر والبرتقالي والفوشي والأزرق.
ينفخان في الأخضر، متمنيَين التناغم لمن حولهما. فلكلّ واحد من الألوان معناه هنا. البرتقالي مثلاً للتفاؤل والأزرق للحيويّة والأحمر للفرح والحب.
والشابان يشاركان في مهرجان الألوان "هولي" الذي يحلّ في كل عام بين فبراير/شباط ومارس/آذار، احتفالاً بالربيع والخصوبة.
وهذا المهرجان الشعبي الهندوسي، تحتفي به الهند ونيبال وبنغلادش وسريلانكا وباكستان، بالإضافة إلى بلدان أخرى تعيش فيها جاليات هندوسيّة كبيرة. وهو ينطلق قبل ليلة، مع تجمّع المحتفلين وإشعالهم النار والرقص والغناء.
تجدر الإشارة إلى أن في بنغلادش والبنغال الغربيّة الهنديّة، تُطلق على المهرجان تسمية "دولياترا" أو "باسانتا أوتساب".
وبحسب ما تقول التقاليد، يلطّخون بعضهم بعضاً بمساحيق الألوان والمياه احتفالاً بالربيع. لكنهم يعودون لتبادل الاعتذارات قائلين: "بروا نام مانو، هولي هاي!"، وترجمته: "لا تغضبوا. هذا عيد هولي!".
وبحسب ما يوضح الكاتب الفرنسي ألان دانييلو المتخصّص في الحضارات واللغات الهنديّة، فإن "عيد هولي هو اليوم الذي تختلط فيه كل الطبقات والفئات. هو اليوم الذي يحقّ لأبناء الطبقات الدنيا توجيه الإهانة إلى كل هؤلاء الذين يضطرون إلى الانحناء أمامهم طوال العام".