أعلنت هيئة الأرصاد السعودية أن الأمطار الغزيرة التي هطلت على مدينة جدة، وعدد من مناطق ساحل البحر الأحمر، منذ مساء أمس الإثنين، "خفت حدتها اليوم الثلاثاء".
وأكدت إمارة مكة أنه تمت إعادة فتح نفق الأمير ماجد الذي تم إغلاقه سابقاً بسبب تراكم مياه الأمطار، كما أعلن ميناء جدة استئناف الحركة الملاحية بعد انخفاض سرعة الرياح وتحسن مدى الرؤية الأفقية.
وشهد الشريط الساحلي الغربي في السعودية أمطاراً غزيرة منذ مساء أمس الإثنين بسبب تأثير المنخفض الجوي على مدن أملج، وينبع، والمدينة المنورة، ورابغ، وجدة، ونبهت هيئة الأرصاد الجميع إلى توخي الحذر من تقلبات الطقس، ودعت المواطنين والمقيمين إلى متابعة نشرات الطقس والإنذارات الصادرة عنها، كما أصدر مركز الأزمات والكوارث في إمارة مكة المكرمة بياناً يهيب بالمواطنين والمقيمين أخذ الحيطة والحذر من الظروف الجوية المتقلبة بالمنطقة.
وأعلن "تعليم مكة" تعليق الدراسة اليوم الثلاثاء في مدارس المنطقة ومحافظاتها، بناء على تقارير هيئة الأرصاد وحماية البيئة، حفاظاً على سلامة الطلاب من أي طارئ، بحسب وسائل إعلام محلية.
واستقبلت مراكز التحكم والتوجيه بمناطق مكة المكرمة والمدينة المنورة وتبوك والجوف، منذ صباح الإثنين وحتى صباح اليوم الثلاثاء، 1989 بلاغاً، منها 1425 في مكة المكرمة و542 في المدينة المنورة، وبلغ عدد المحتجزين الذين تم إنقاذهم 481 شخصاً، بينهم 400 في مكة المكرمة وحدها، كما بلغ عدد المركبات التي تم إنقاذها 41 سيارة، فضلاً عن إجلاء وإيواء 10 أسر.
Twitter Post
|
وذكّرت السيول الناتجة عن الأمطار الغزيرة السعوديين بكارثة "سيول جدة" التي وقعت عام 2009، والتي راح ضحيتها المئات وتسببت في خسائر بالمليارات، وصدرت فيها أحكام قضائية قبل أكثر من أربع سنوات، وفي مارس/آذار 2016، طالب مجلس الشورى السعودي، هيئة الرقابة والتحقيق بسرعة متابعة تنفيذ الأحكام النهائية الصادرة في قضايا فاجعة سيول جدة.
وتداول مغردون سعوديون صوراً ومقاطع فيديو تظهر غرق شوارع جدة صباح اليوم، كما تداول عدد منهم مقطع فيديو لأمين جدة، هاني أبو راس، حين تجاهل سؤال أحد الصحافيين حول الاستعداد للمطر مطلع العام الحالي.
وأوضحت وسائل إعلام سعودية أن المطر الذي هطل على جدة بلغ وفقاً لمرصد جامعة الملك عبدالعزيز، قرابة 56 ملم، وأن المشروعات التي رصدت لها الدولة مبالغ ضخمة لم تنجح في درء خطر السيول، لكنها لم تمنع تجمع الأمطار في الأنفاق الرئيسية، وهو ما أصاب جدة بشلل مروري.
Twitter Post
|
وقال علي الزهراني، وهو مواطن من مدينة جدة، لـ"العربي الجديد"، إن "السيول صارت بمثابة مهرجان سنوي بالنسبة لنا، وعندما يقصون مسؤولاً فاسداً، فإنهم يأتون بمسؤول آخر مثله، المشكلة هي غياب الكفاءات، كيف نريد أن نبني مدينة تقنية تسمى نيوم على ساحل البحر الأحمر ونحن لا نستطيع دفع الفيضانات البسيطة التي تحدث في ثاني أكبر مدينة في البلاد؟".
وأضاف الزهراني: "كل الأماكن المهمة غرقت في جدة اليوم، نفق فلسطين، ونفق حراء، ونفق الستين، ونفق السلام، وطريق المدينة، ونفق الملك عبد الله، وطريق الأمير ماجد، والمصيبة أن جسوراً قد غرقت، لا أعرف أحداً شاهد جسراً يغرق إلا في جدة بسبب الفساد وانعدام الكفاءة".
وكانت وزارة الشؤون البلدية والقروية في السعودية، خصصت 48 في المائة من ميزانيتها البالغة 40 مليار ريال سعودي، لوضع "خطط مواجهة السيول"، لكن هذه الخطط باءت بالفشل في أول اختبار.
وقال ناشطة سعودية فضّلت عدم الكشف عن اسمها لـ"العربي الجديد"، إنهم "يريدوننا أن نتحول إلى دولة استثمارية تجلب رؤوس الأموال، بينما نحن نغرق في كل مطر، كان من الأفضل أن ننشغل بحماية الإنسان السعودي من الأمطار بدل أن نخوض معارك سياسية لا معنى لها خارج البلاد، المواطنون تعبوا من السيول وباتوا يعانون في وطنهم وداخل بيوتهم، في كل شتاء تتحول جدة إلى مدينة من الخوف".
وسبق للسلطات السعودية أن قامت بسجن عدد من النشطاء الذين احتجوا على ملفات الفساد وعدم الكفاءة في ملف تصريف الأمطار ومواجهة السيول، واتهمتهم بنشر الفتنة، وقامت بمحاكمتهم قبل أن تفرج عن عدد منهم.
ويتوقع مراقبون سعوديون أن تحاول السلطات امتصاص غضب سكان جدة الذين يعانون من هواجس سنوية في موسم الأمطار بسبب انعدام التصريف في المدينة التي يسكنها 3.5 ملايين نسمة.
Twitter Post
|
(العربي الجديد)