قال مسؤولون وعاملون مصريون في ليبيا، إن مغادرة العمالة المصرية للأراضي الليبية ازدادت وتيرتها بسبب تدهور الأحوال الأمنية وحلول فصل الشتاء الذي تتوقّف خلاله حركة العمل بشكل عام، لا سيما في قطاع البناء الذي يعمل فيه أغلب المصريين في هذا البلد، فضلاً عن انخفاض سعر صرف العملة الليبية، ما جعل المغامرة بالبقاء في ظل عدم الاستقرار الأمني ليس غير مغرية.
وطالبت وزارة الخارجية المصرية أمس الأول العاملين المصريين في ليبيا بالعودة إلى مصر، وعدم الذهاب مرة أخرى لحين استقرار الأوضاع. إلا أن مسؤولين في قطاع إلحاق العمالة بالخارج، أشاروا إلى أن عشرات الآلاف لا يزالون يفضّلون البقاء في ليبيا، خشية البطالة في مصر التي تعاني ضغوطاً اقتصادية.
وقال سيد عبد الجابر، وهو مصري مقيم في بلدة بطة شرق ليبيا، في اتصال هاتفي لمراسل "العربي الجديد"، إن معظم العمال المصريين غادروا منذ ديسمبر/كانون الأول الماضي، نظراً إلى توقّف حركة العمل في فصل الشتاء نتيجةَ هطول الأمطار وبرودة الطقس.
وأضاف أن الوضع في ليبيا ليس مغرياً للبقاء كما كان في السابق، خصوصاً بعد تراجع سعر صرف الدينار في السوق المصرية إلى 4.25 جنيهات، فاقداً جنيهاً كاملاً وربما أكثر، حيث كان يباع من قبل بنحو 5.5 جنيهات.
وقال نائب رئيس شعبة إلحاق العمالة بغرفه القاهرة التجارية عبد الرحيم المرسي، لـ"العربي الجديد" إن السوق الليبية كانت تستحوذ على نحو 60% من حركه العمالة المصرية بالخارج، مضيفاً أن عددهم لا يتجاوز حالياً 500 ألف عامل، مقابل ما يقرب من 1.5 مليون عامل قبل ثورة 2011.
وبحسب المتحدّث الإعلامي باسم وزارة القوى العاملة والهجرة ياسر الشربيني، ليس لدى الوزارة أي بيانات أو إحصاءات رسمية عن عدد العمال المصريين حالياً في ليبيا، نظراً إلى أن السفارة المصرية في ليبيا مغلقة ولا يوجد مكتب لوزارة القوى العاملة، في ظل الأوضاع المضطربة هناك.