تشكل قضية الهجرة إحدى أكثر القضايا المثيرة للنقاش في الولايات المتحدة. والأكثر جدلاً في هذا الإطار هي سياسات الهجرة التي تتزايد أهميتها يوماً بعد يوم، لتصبح من ركائز الحملات الانتخابية الرئاسية لعام 2016.
ويشير موقع "لاتين كوريسبندنت" الإخباري، إلى أنّ أبرز قضايا المهاجرين في الولايات المتحدة تتركز حول المصاعب والمخاطر والإساءات التي يتعرضون لها، سواء في طريق وصولهم إلى البلاد، أو بعد وصولهم.
وكان عدد من محامي الهجرة قد لفتوا إلى أنّ ظروف احتجاز المهاجرين في المراكز الخاصة هي دون المستوى. وأشار المحامون إلى استغلال يتعرض له المهاجرون من أشخاص يتولون السلطة، ومن هؤلاء حرس الحدود، والشرطة.
وعام 2014 بالذات، أشارت عدة تقارير إلى استغلال جنسي تعرض له مهاجرون من أفراد يحملون صفة رسمية أميركية. ومن ذلك، ما ذكرته صحيفة "ذا نايشون"، عن تقدم خمسة أطفال مهاجرين بشكوى تتهم عناصر حرس الحدود باعتداء جنسي عليهم بالقرب من الحدود الجنوبية الغربية للولايات المتحدة. وفي إحدى الحالات، اختطف عنصر دورية حدودية امرأة واغتصبها، كما اغتصب ابنتها المراهقة ومراهقة أخرى، قبل أن يقتل نفسه.
مثل هذه الحالات، تسلط الضوء على الوضع الهش الذي يعاني منه المهاجرون وطالبو اللجوء في الولايات المتحدة، والحاجة إلى وضع ضوابط ورقابة صارمة على موظفي الأمن المكلفين حماية الحدود، وغيرهم ممن يحتكون بالمهاجرين المحتجزين.
ويشير التقرير إلى أنّ الوضع القانوني الضعيف للمهاجرين، يجعلهم عرضة لشتى أنواع الاستغلال والتلاعب، بالترافق مع التهديدات المستمرة لهم بالسجن والترحيل.
من جهته، يقول مدير مؤسسة "كازا دي اسبيرانزا" الحقوقية خوان كارلوس آريان، إنّ "المهاجرين من النساء والرجال والأطفال يواجهون عوائق كبيرة. أهمها العيش في خوف مستمر. وهم خائفون من الأجهزة الأمنية لأسباب وجيهة، أولها أنّها أجهزة فاسدة".
من جهتها، تقول محامية الهجرة أنجيلا وليامس: "الرعب الذي تشهده مراكز احتجاز العائلات المهاجرة لا يمكن تصوره. يكفي أن تأخذ بعين الاعتبار أنّهم يحتجزون الأطفال".
في المقابل، ينفي متحدث باسم قوات الهجرة والجمارك الأميركية، لم يذكر التقرير اسمه، الاتهامات. ويقول، إنّ إدارته "تأخذ على محمل الجد مسألة طبابة وأمان ورفاهية من هم في عهدتها".