يقوم أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، غدا الثلاثاء، بزيارة رسمية إلى الجزائر تستغرق يوما واحدا، يلتقي خلالها بالرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لإجراء محادثات تتناول العلاقات الثنائية وقضايا المنطقة العربية، وأبرزها الأزمة الليبية والقضية الفلسطينية.
وتعد زيارة أمير قطر إلى الجزائر ثالث زيارة من نوعها لمسؤول أول في دول صديقة إلى الجزائر، في عهد الرئيس الجديد عبد المجيد تبون الذي تولى السلطة في 19 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بعد زيارة أولى للرئيس التركي رجب طيب أردوغان نهاية شهر يناير/ كانون الثاني الماضي، والرئيس التونسي قيس سعيد بداية شهر فبراير/ شباط الجاري.
وتأخذ الأزمة في ليبيا حيزا هاما من النقاش السياسي بين المسؤولين في الجزائر وقطر، وخاصة أن الجزائر تسعى للحصول على دعم القوى المتدخلة والمؤثرة في المشهد الليبي لمبادرتها بعقد مؤتمر حوار ليبي ليبي في الجزائر لحل الأزمة.
ويعتقد المحلل السياسي محمد ولد الصديق خلال تصريحات لـ"العربي الجديد"، أن "الدوحة لاعب مهم في الأزمة الليبية، وفي حال حصلت الجزائر على دعم الدوحة لمبادرتها فسيكون الأمر مهما بالنسبة لها، وخاصة أن الجزائر تواجه أيضا مزاحمة في المبادرة نفسها من قبل الرباط بدعم فرنسي ومن دول خليجية أخرى لا تريد للجزائر أن تلعب هذا الدور".
وسبق لأمير قطر تميم بن حمد أن زار الجزائر خلال شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2016، التقى خلالها الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة والقائد السابق للجيش الفريق أحمد قايد صالح، خلال جولة في المنطقة شملت أيضا تونس، كما كان أمير دولة قطر قد زار الجزائر في إبريل/ نيسان 2014، في زيارة كانت قد أثارت حينها جدلا لافتا لكونها جاءت عشية الانتخابات الرئاسية في الجزائر، والتي كان الرئيس بوتفليقة قد ترشح لها برغم مرضه وغيابه عن المشهد المحلي.
ويجسد مشروع الشركة الجزائرية القطرية للحديد الصلب في منطقة بلارة بولاية جيجل، شرقي الجزائر العاصمة، والذي ضخت فيه استثمارات بقيمة ملياري دولار أميركي، وبطاقة إنتاجية تفوق 400 مليون طن، أبرز مشاريع التعاون الاقتصادي بين البلدين، إضافة إلى مجموعة أوريدو للاتصالات التي تسيطر على جزء هام من سوق خدمات الاتصالات في الجزائر.
وبحسب السفير الجزائري الجديد في قطر مصطفى بوطورة، في خطاب ألقاه في الدوحة خلال احتفالات بذكرى ثورة الجزائر نهاية نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، فإن الجزائر تراهن على مضاعفة الاستثمارات القطرية في الجزائر، وفتح خط للخطوط الجوية الجزائرية، وكذلك خط ملاحي يربط بين ميناءي الجزائر وحمد لترقية الصادرات الجزائرية إلى السوق القطرية، وكذا فتح فرع لبنك قطر الوطني في الجزائر.
وتدرس اللجنة المشتركة للتعاون بين البلدين التي ستجتمع في وقت لاحق، وكذا اجتماع مجلس رجال الأعمال الجزائريين والقطريين مشاريع لتطوير التعاون والاستثمارات المشتركة في مجالات الزراعة والسياحة والخدمات والصحة والطاقات البديلة.