وقال بيان أصدرته وزارة الخارجية القطرية، مساء الإثنين، إن "هذا الدعم يأتي انطلاقا من أواصر الأخوّة وروابط العروبة والدين بين الشعبين القطري والفلسطيني ولمساعدة الشعب الفلسطيني في الحصول على احتياجاته الحياتية الضرورية، في ظلّ الظروف الصعبة المفروضة عليهم من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، وتراجع الدعم الدولي الإنساني المقدّم لهم ولبرامج الأمم المتحدة الخاصة بهم، واستمرار عدم قدرة الاقتصاد الفلسطيني على أداء دوره المطلوب بسبب ما واجهه طيلة السنوات الماضية من أزمات، وتحديات نتج منها عدم توفير الحد الأدنى من الخدمات والاحتياجات الأساسية للشعب الفلسطيني بجميع فئاته العمرية، وبخاصة القطاع الصحي والقطاع التعليمي".
وتابع البيان: "حيث تعدّ حاجة المواطن الفلسطيني للتعليم والرعاية الصحية هي أبسط حقوقه الأساسية التي يجب على المجتمع الدولي أن يتعاون لتوفيرها لجميع أفراد الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، وحرمان الشعب الفلسطيني من حقوقه المشروعة في السيادة على أرضه ومواردها".
وقد خصصت دولة قطر 300 مليون دولار على شكل منح وقروض لدعم موازنة قطاعي الصحة والتعليم لدى السلطة الفلسطينية، ومبلغ 180 مليون دولار لتقديم الدعم الإغاثي والإنساني العاجل، بالإضافة إلى دعم برامج الأمم المتحدة في فلسطين ودعم خدمات الكهرباء لضمان وصولها إلى قطاعات الشعب الفلسطيني المختلفة، لا سيما أثناء شهر رمضان الكريم ولمواجهة موسم الصيف الذي تزداد الحاجة فيه إلى الكهرباء.
ودعت دولة قطر المجتمع الدولي بكافة مكوناته دولاً ومنظمات، إلى القيام بمسؤولياته الإنسانية والأخلاقية ومساعدة الشعب الفلسطيني الشقيق لتجاوز الأزمة الإنسانية التي يواجهها، كما أكدت التزامها التامّ بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني للحصول على كافة حقوقه المشروعة.
من جانبه، أكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، فجر الثلاثاء، أن الشعب الفلسطيني يحفظ المواقف الكريمة لدولة قطر، والتي لم تتوقف يوما حتى في أصعب الظروف.
وذكر هنية، في تصريح وصل إلى "العربي الجديد"، أن "الدعم يعكس حقيقة المواقف القطرية العروبية الأصيلة تجاه فلسطين وشعبها".
وقال هنية: "تلقينا باحترام بالغ وتقدير عالٍ القرار الأميري القطري بتخصيص مبلغ 480 مليون دولار لدعم صمود الشعب الفلسطيني في الضفة والقطاع، والذي يأتي في اليوم الأول من أيام شهر رمضان المبارك".
وعبّر هنية عن "خالص الشكر والعرفان لصاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ولدولة قطر قيادةً وشعبًا، لهذا الموقف الكريم الذي يعبّر عن الأصالة والعروبة والانتماء لهذه الأمة".
ووفق هنية، فإن "هذا الموقف القطري النبيل يأتي امتدادًا للمواقف القومية الثابتة لدولة قطر تجاه الشعب الفلسطيني على المستوى المادي والسياسي في مختلف المحافل الدولية والوقوف إلى جانب حقوقه المشروعة".
من جهته، أعلن عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" حسين الشيخ، في تغريدة له على حسابه في "تويتر" الليلة الماضية، عن المنحة التي توزعت بين منح وقروض من أجل تعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
وقال الشيخ في تغريدته: "بتكليف من الرئيس محمود عباس قمت بزيارة دولة قطر الشقيقة بصحبة وزير المالية شكري بشارة، والتقينا وزيرَي الخارجية والمالية القطريين، وتم الاتفاق على منح فلسطين 480 مليون دولار بين منح وقروض لدعم صمود الشعب الفلسطيني وثباته، شكرا صاحب السمو الشيخ تميم وشكرا لقطر الشقيقة".
Twitter Post
|
من جانبه، قال رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية إن مبلغ 480 مليون دولار "سيسهم في حل جزء من المشاكل التي خلقتها قرصنة الاحتلال للأموال الفلسطينية"، مشيدا بالدعم القطري الذي يسهم في تعزيز صمود الفلسطيني على أرضه.
وأوضح اشتية في تصريح صادر عن مكتبه ووصلت نسخة عنه إلى "العربي الجديد"، اليوم الثلاثاء، أن المبلغ يشمل 300 مليون دولار، 50 مليونا منها مقدمة كمنحة، و250 مليونا منها كقرض موجهة لخزينة الحكومة على دفعات بواقع 21 مليون دولار شهريا.
وتابع: "بالإضافة إلى مبلغ 180 مليون دولار مقدمة كمساعدة معيشية وإنسانية وكهرباء لقطاع غزّة، تدار عبر مؤسسة قطر الخيرية العاملة في القطاع".
وعبّر اشتية عن شكره لدولة قطر وأميرها الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، على دعم فلسطين، في ظل أزمة مالية خلقها الاحتلال باقتطاع رواتب الأسرى والشهداء من أموال المقاصة.
وتأتي المنحة القطرية في وقت بدا الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، متشائما في تصريحات له خلال ترؤسه الإثنين الماضي، الجلسة الثالثة للحكومة الفلسطينية الجديدة برئاسة محمد اشتية، بعدم تعليقه الآمال على شبكة الأمان العربية.
وقال عباس في تلك التصريحات: "الآن بعد الظروف التي مرَرْنا بها من الناحية المالية طبعاً، طلبنا من الأشقاء العرب شبكة أمان، لا نعلق الكثير من الآمال، لكن إن شاء الله بيصير شي".
وتابع: "طلبنا مائة مليون دولار في الشهر، قلنا لهم: دين قرض حسن... والفلوس التي أخذتها إسرائيل منا، بدها ترجعها بطريقتنا مش بطريقتهم، وبس ترجع الفلوس بنعطيكم الدين، وحتى دين ما إجانا جواب عليه، ولكن علينا أن نتحمّل وأن نصبر". وتنبه عباس إلى أن كلمته يتم بثها مباشرة وقال: "فيه بث مباشر... يا حبيبي"، وسكت.
ورفضت السلطة الفلسطينية للمرة الثالثة، قبول أموال المقاصة التي قامت بتحويلها إسرائيل، وأعادتها لوزارة المالية الإسرائيلية، إذ ترفض السلطة الفلسطينية استلام أموال المقاصة منقوصة، بعدما خصمت إسرائيل من تلك الأموال قبل نحو 3 شهور مخصصات الأسرى والشهداء، وهو ما تسبب بأزمة مالية، اضطرت عقبها السلطة لدفع نصف رواتب موظفي القطاع العام، وصرفها هذا الشهر بنسبة 60% نظرا لظروف شهر رمضان.