ضمن حملةٍ من الاعتقالات العشوائية الشرسة التي يخوضها النظام المصري المتخبّط، اعتُقلت الشاعرة أمينة عبد الله (1972)، حيث جرى اختطافها من الشارع في وسط البلد بالقرب من منزلها، وأكد محاميها الأمر وبأنه جرى تحويلها إلى نيابة أمن الدولة بالجبل الأحمر.
وكتبت ابنة الشاعرة، بتول حداد، على صفحتها في فيسبوك، أن والدتها نزلت لتشتري بعض الأغراض وجرى اعتقالها ضمن "كمين أمني في ميدان محمد فريد عند الثامنة والنصف من مساء السبت الماضي"، مؤكّدة أنها مريضة وتعاني من السكري وتحتاج إلى دوائها.
لغاية اللحظة، ليس ثمة أخبار جديدة عن صاحبة "بروفة جنرال لدخول الجنة"، مثلما هو الأمر مع معظم المعتقلين الذين ترفض السلطات المصرية التصريح بأمكانهم، أو التهم الموجهة إليهم، وصرّّح بعض المحامين على صفحاتهم أن منهم من لم يتناول طعامه لأيام.
ابنة الشاعرة قامت أيضاً بمحاولة التواصل مع "اتحاد كتّاب مصر"، الذي رفض التدخّل أو التصرّف أو تحريك محامي الاتحاد لمتابعة مسألة اعتقال الشاعرة، التي كانت آخر رسالة أرسلتها لابنتها قبيل إلقاء القبض عليها عن الخطوات التي يجب على أهالي المعتقلين أخذها لمتابعة قضايا أبنائهم وذويهم المقبوض عليهم.
عبد الله شاعرة تكتب بالفصحى والعامية، حيث صدر لها بالعامية "ألوان رغاوي البيرة الساقعة"، و"سوبر ماركت"، و"بنت الشتا"، إلى جانب رواية بالعامية تحت عنوان "أيام متتنسيش" ولها بالفصحى مجموعتيْ "كان الماء عبداً ساجداً" و"بنات للألم".
كان للشاعر مواقف سياسية واضحة، حتى وهي تعمل في وزارة الثقافة المصرية، فعند تكريمها كأمٍ مثالية عن المبدعات من "هيئة قصور الثقافة" أهدت التكريم للراحلة شيماء الصباغ كأمّ وشاعرة وشهيدة، الموقف الذي تقول إنه "على ما يبدو أحرج الإدارة مما جعلهم يقصونني تمامًاً".